لم يكن المستشرقون يفتنون بمصر التاريخية فقط، لكنهم أيضا كانوا منبهرين بجمال بيئتها، ومن ذلك ما نجده فى لوحة "ماء النيل" للفنان الإنجليزى فريدريك جودال الذى عاش خلال الفترة من 1822 ورحل فى 1904 وأبدع لوحة "ماء النيل" فى عام 1893.
ولو تأملنا اللوحة نرى عناصر مختلفة منها نساء مصريات يملأن جرارهن من نهر النيل الذى يمر بالقرب من الأهرامات، النساء يرتدين ملابس تقليدية، تظهر وجوههن يسرن ممشوقات القامة يتحركن فى جماعات وهو سمت مصرى قديم ظل سائدا حتى نهاية القرن العشرين تقريبا.
وبالقرب من النساء صبى مشغول بسقاية حيواناته ومتابعتها كى ترعى من الحشائش التى تنمو بالقرب من النهر، وفى الجانب الآخر رجل يركب جملا ويتجه فى طريق الأهرامات، وعلى الجانب الآخر من الماء فى نهاية الطريق تبدو من بعيد حياة صاخبة، ومن الواضح أن موسم "حصاد" أو "زراعة" يعمل فيه الجميع.
بينما يظهر هرمان شامخان فى اللوحة أحدهما محاط بالعديد من أشجار النخيل، ويوحى بالجمع بين الماضى والحاضر فى صورة رائعة، لا توجد كثيرا إلى فى بيئة مثل مصر.
وقد سعى "فريدريك جودال" من خلال هذه اللوحة إلى جمع أكبر قدر من أيقونات البيئة المصرية، كى يكسب اللوحة خصوصية، وبالفعل فهذه اللوحة لو عرضت فى أى مكان فإنها ستدل على البيئة المصرية بشكل مباشر.