اسمها يعنى الجميلة اللامعة مثل الأشجار التى تحمل الدر واللآلى بدلا من الثمار نظرا لجمالها، وصفت بإنها جميلة من جميلات عصرها، بيضاء البشرة، وشعر أسود متدل، كانت تقرأ وتكتب وتغنى، وكانت شديدة الذكاء والدهاء أيضا، وفوق كل ذلك حازمة، هى السلطانة العظيمة شجرة الدر أو شجر الدر بحسب بعض المؤرخين، آخر سلطين مصر من العصر المملوكى، وآخر سيدة تولت حكمت البلاد، ترتبط فى أذهاننا دائما بصورة الفنانة تحية كاريوكا، بعدما قدمت شخصيتها فى فيلم "وإسلاماه".
وشجرة الدر، تمراليوم ذكرى رحيلها الـ763، إذ رحلت فى 3 مايو عام 1257، وهى ملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أو تركية، كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648 هـ (مايو 1250م).
تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م)، وبحسب الباحثين تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون الجيش في ميدان القتال، وعهدت للأمير "فخر الدين" بقيادة الجيش، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى توران شاه ابن الصالح أيوب تحثه على القدوم ومغادرة حصن كيفا إلى مصر، ليتولى السلطنة بعد أبيه.
ويرى الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار الأسبق، أن شجرة الدر لم تكن أبدا حاكم معترف بشرعية حكمه، إلا أنها كانت صاحبة التغييرات الهيكلية فى الجهاز الحاكم للدولة الأيوبية، ويقال أنها شاركت لمدة 10 سنوات كاملة فى الحكم، وكان لها دور فعال فى السلطة مع زوجها.
ويذهب "الدماطى" إلى أن سواء كانت شجرة الدر قد مارست السلط بصفة رسمية أو غير رسمية، فهى امرأة غيرت فى الأحداث التاريخية لمصر، وارتبطت ارتباطا مباشرا بعملية التغيير والانتقال من عصر الأسرة الأيوبية إلى عصر سلطنة المماليك، ولولا التقاليد والأعراف لكان شجرة شأن آخر، وربما كانت من أفضل حكام مصر.
وبحسب كتاب "ملكات مصر" للدكتور ممدوح الدماطى، فإن شجرة الدر لم تكن أول امرأة تحكم فى العالم الإسلامى، فقد سبق أن حكمت أروى بنت أحمد الصليحى من سلالة بنى صلح فى اليمن من تاريخ (1098- 1138م)، وتولت رضية الدين سلطنة دلهى، واستمر حكمها أربع سنوات (1236- 1240م)، إلا أنه لم يكن لأى منهن ما كان لشجرة الدر من مكانة تاريخية، ألهمت المؤرخين والأدباء، ولعل ذلك يرجع كونها المرأة الوحيدة التى حكمت مصر طوال عصورها الإسلامية، وأول سلاطين الدولة المملوكية، وآخر امرأة وصلت إلى سدة الحكم فى مصر على مدار تاريخها.