أعلن صندوق التنمية الثفافية، إذا كانت الظروف التى تمر بها البلاد، تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة، فإننا يمكننا أن ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا، وسننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشعراء، وقصيدة اليوم للشاعر محمود درويش "عندما يذهب الشعراء إلى النوم":
عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو
وأحرسهم من هواة الرِّثاء
أقول لهم
تصبحون على وطن
من سحابٍ ومن شجرٍ
من سراب وماء
أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل
ومن قيمة المذبح الفائضة
وأسرقُ وقتَا لكي يسرقونى من الوقتِ
هل كُلُنا شهداء؟
وأهمس
يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحدا
لحبال الغسيل
اتركوا ليلةَ للغناء
اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً
وناموا على سلم الكرمة الحامضة
لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم
وانقلاب الكتاب على الأنبياء
وكونوا نشيد الذي لا نشيد له
عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء
أقول لكم
تصبحون على وطنٍ
حمّلوه على فرس راكضه
وأهمس
يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا
حبل مشنقةٍ غامضه
يشار إلى أن الشاعر محمود درويش ولد عام 1941 فى قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته في القرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة بني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحًا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
وكان له نشاط أدبي ملموس على الساحة الأردنية فقد كان من أعضاء الشرف في نادي أسرة القلم الثقافي مع عدد من المثقفين أمثال مقبل مومني وسميح الشريف... وغيرهم
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبى.