اعتبر النقاد رواية "الأخوة كارامازوف" تتويجاً لأعماله، وقال عنها عالم النفس سيجموند فرويد أنها "أعظم رواية كتبت على الإطلاق"، والحقيقة هي أن هذه الرواية، هي، الى جانب رواية "المقامر" وبعض الأعمال الأخرى لدوستويفسكي، هي ما يعتمد عليه فرويد للوصول الى ما يصل اليه من استنتاجات نفسية منها "مرض الصرع"، وصنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مدار التاريخ بحسب مكتبة بوكلوبن العالمية.
أمضى دوستويفسكي قرابة عامين في كتابة الإخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة الرسول الروسي وأنجزها في نوفمبر من عام 1880، منذ اصداره، هلل جميع المفكرين في أنحاء العالم كسيغموند فرويد، والبرت اينشتاين، ومارتن هايدغر، وبينيدكت السادس عشر باعتبار الأخوة كارامازوف واحدة من الانجازات العليا في الأدب العالمي.
عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين
على الرغم من كتابة الإخوة كارامازوف في القرن التاسع عشر، إلا أنها تعرض عددًا من العناصر الحديثة، ألّف دوستويفسكي الكتاب معتمدًا على مجموعة متنوعة من التقنيات الأدبية، على الرغم من خصوصية العديد من أفكار بطل الرواية ومشاعره، إلا أن الراوي كاتب معلن عن نفسه، ويناقش في كثير من الأحيان سلوكياته وتصوراته الشخصية في الرواية إلى الحد الذي يصبح فيه أحد شخصيات الرواية. ومن خلال وصفه، يندمج صوت الراوي بشكل غير ملحوظ في أسلوب الأشخاص الذين يصفهم، ويمتد في كثير من الأحيان إلى أكثر الأفكار الشخصية للشخصيات.
لم يكن هناك صوت للسلطة في القصة (أنظر كتاب مشكلات في شعرية دوستويِفسكي لميخائيل باختين لمعرفة المزيد عن العلاقة بين دوستويفسكي وشخصيته)، إضافة إلى الراوي الرئيسي، هناك عدة أقسام ترويها شخصيات أخرى بالكامل، مثل قصة المحقق الكبير واعترافات زوسيما. تعزز هذه التقنية من موضوع الحقيقة، ما يجعل العديد من جوانب من الحكاية ذاتية تمامًا.