تمر اليوم الذكرى الـ180، على ميلاد الموسيقار الروسى الأعظم وأحد أهم مؤلفى الموسيقى على مدار التاريخ، وصاحب الباليهات الخالدة مثل "بحيرة البجع"، الموسيقار بيتر إليتش تشايكوفسكى، إذ ولد فى 7 مايو مايو عام 1840 في مدينة فوتكينسك بروسيا القيصرية.
ترك تشايكوفسكى، العديد من المؤلفات الموسيقية لعروض عدة من الباليهات العالمية، هى أيقونة الباليه العالمى حتى الآن، فمن لا يعرف "بحيرة البجع"، ومن لم يتمنى يشاهد "كسارة البندق" ومن منا لم يتأثر بموسيقاه على باليه "روميو وجوليت" هو أيقونة حفرت اسمها فى التاريخ الفنى إلى الأبد.
"إذا كان هناك رجل يستحق أن يحسد، فهذا الرجل هو تشايكوفسكي" هى إحدى المقولات التى قيلت عن الموسيقار الراحل، ربما لم يعرف قائلها، ولكن لا يهم، فهى تعبر عن النظرة إلى الموسيقار الذى رغم وفاته منذ أكثر من 120 عاما إلا أن باليهاته لازالت الأشهر والأكثر طلبا لدى الجمهور فى كل دول العالم.
ويرى الباحثون أن تشايكوفسكى ترك خلفه إرثاً عظيماً، حيث إن بصمته أثرت ليس فقط على السيمفونيات والأوبرات بل أيضاً على برمجة الموسيقى، فقد أدخل انجازات ليزت و بيرلوز إلى معزوفات وموسيقى لأفكار شيكسبير، اقترابه من الهارمونى الغربى ليس فقط بروسيا بل فى مختلف أنحاء العالم، و يعتبر الرائد فى تعرفة العالم بالموسيقى الروسية الغربية ونشرها بأنحاء الأرض.
يعتقد المتابعون أن أجمل ما يميز موسيقى تشايكوفسكى أن موسيقاه يمكن غناؤها، وساعده إتقانه للغات الأجنبية وسعة اطلاعه أن ينجح فى تقديم ألحان يتذوقها كل من الجمهور الروسى والغربى، من خلال تشايكوفسكى تحول الباليه الروسى إلى فن فى قمة الروعة، بعد أن كان شيئًا مملًا يعتمد على موسيقى خلفية لاستعراض مهارات الراقصين، ويعد بالتأكيد باليه "بحيرة البجع" وغيرها مثل "كسارة البندق" و"الجميلة النائمة"، من التراث الموسيقي العالمي حتى الآن، على الرغم من أنهم لم ينالوا التقدير الذي يستحقونه عند حياته.
وبحسب الدكتورة نيفين الكيلانى، أستاذ الباليه بأكاديمية الفنون، وعميد المعهد العالى للنقد الفنى، فى دراسة بعنوان "باليه كسارة البندق.. بين الكلاسيكية و الحداثة" موسيقى تشايكوفسكى فمؤلفاته العديدة للباليه هى من أهم إن لم تكن الأهم على الاطلاق في مجال الموسيقي الكلاسيكية التي كتبت خصيصا لفن الباليه وارتبطت به منذ ميلادها الأول، وقد لفت نظر الباحثة والقائمين على فن الباليه الخصوصية الشديدة التى تتمتع بها الباليهات الكلاسيكية والتى تكتب موسيقاها تشايكوفسكى يعتبر ذلك كما هو معروف من تراث فن الباليه.
ووفقا لدراسة بعنوان "بيتر ايلش تشايكوفسكى.. النقلة النوعية للموسيقى الروسية" عرف عن تشايكوفسكي قدرته على إعادةِ خَلق الألحان الروسيَّة البسيطة وإظهارها بطريق احترافية ومعقَّدة يستطيع سماعها كلا الجمهورين الروسي والغربي. نُشر له 74 عمل خلال حياته بالإضافة إلى 6 أعمال نُشرت بعد وفاته ولنذكر هنا لمحةً عن أهم أعماله: 6 أعمال سيمفونية ومنها سيمفونيته الأخيرة "ذا باثيتيك" وافتتاحيتين أوركستراليتين هما روميو وجولييت بناءً على النَّص الأصليّ لويليام شكسبير وافتتاحيته 1812 الذي كتبها لذكرى انتصار الروس على الفرنسيين.