الصيام فى الدين الإسلامى ركن أساسى من أركان الإسلام الخمسة الىي بنى عليها الدين الإسلامى، وهى فريضة على كل مسلم عاقل بالغ، حيث فرض عليهم صوم شهر رمضان المبارك، كما جاء فى القرآن الكريم، ولم يكن الذكر الحكيم هو الذى كان تحدث الصيام وفضائله، وبعيدا عن المعتقدات الدينية، عرف القدماء الصيام، واعتبروا سيلة لتطهير الذات الإنسانية وأداة ناجحة لتحرير العقل الإنسانى من الأوهام، وعرفته الحضارات القديمة وكانت له طقوسه المميزة بين كل حضارة والأخرى.
الصيام عند الفراعنة
كان المصريون القدماء يمارسون الصيام منذ آلاف السنين من قدوم الإسلام، وتشير مراجع تاريخية إلى أن الفراعنة كانوا من أقدم الشعوب التي عرفت فكرة الإمساك عن الأكل والشرب بهدف الفوز ببركات ورضا الآلهة، بل إن بعض اللغويين يرجعون أصل كلمة صوم أو صيام إلى اللغة الهيروغليفية وكان أصلها “صاو” التي تعني امتنع أو كبح.
ويذكر بعض الباحثين أن الصوم يمكن أن يصل إلى 42 يوما. ويصوم الكهنة 30 يوما، تختلف كل عشرة أيام منها عن الأخرى، إذ يصوم الكاهن في العشر الأوائل عن اللحوم والنبيذ، ثم يستأنف الصوم للعشرة الموالية، يمتنع فيه عن كل طعام فيه الروح ويتغذى على خبز الشعير والماء فقط، ثم يمسك، في العشر الأواخر، عن جميع أنواع الطعام والماء.
صيام الإغريق القدماء
بحسب كتاب "الريان في مفهوم الصيام بين الأديان: حقائق علمية - صحية طبية - رؤى نفسية" تأليف حمد بن علي الصفيان، فأن الصوم الإغريقى كان مميزا لأنه وجد حاضنة يميزها التفكير الفلسفى، بشكل أساس، ولذلك فى الأدبيات الإغريقية يظهر كبار الفلاسفة على أنهم صوامين، فسقراط كان يصوم وأبو قراط أيضا، فكان الأخير ينصح اليونانيين بألا يلجؤوا إلى الدواء المادى، إلا فى آخر مرحلة من مراحلة التشافى، ففى اليونان القديمة كان يعتقد أن يوم صوم أفضل من تعاطى العلاج بحسب ما أشار إليه المؤرخ "هيرودوس".
صيام الصينيين القدماء
بحسب الكتاب سالف الذكر أيضا، كانت بعض الطوائف الصينية تصوم قبل تقديم الأضحية، بينما يكتفى آخرون منهم بالصيام الروحى، أي بالامتناع عن المعاصى كافة مدة معينة مع تناول الطعام.
أما اتباع كونفوشيوس فى الصين واليابان، فهم يمتنعون عن الطعام والشراب قبل مواعيد الصلاة، أما الكهنة والرهبان البوذيون فيكتفون بتناول وجبة واحدة فى عصر كل يوم، كذلك فى أول يوم لظهور الهلال، ويوم تكافل القمر، ولهذا فإن البوذيين يصومون أربعة أيام كل شهر، فيقومون بالاعتراف بخطاياهم وطلب المغفرة.
صيام السوريين القدماء
وفقا للكاتب السابق ذكره، صام السوريون القدامى، فقد كانوا يتركون الطعام كل سابع وقيل كل خامس يوم.