كان الفتوات جزءا من تاريخ مصر الحديث، خاصة التاريخ الشعبى فى المدن الكبرى وعلى رأسها مدينة القاهرة، وقد اصطادت عينا أديب مصر الكبير نجيب محفوظ ذلك وقدمه فى عدد من أعماله على رأسها ملحمة "الحرافيش"، لكن ماذا عن الواقع الحقيقى للفتوات.
اعتمادا على كتاب "تاريخ فتوات مصر" لـ سيد صديق عبد الفتاح، نجده قد رصد عددا من حكايات الفتوات في شوارع وأحياء المحروسة، ونستعرض اليوم معه أسماء أشهر فتوات أحياء القاهرة.
يقول الكتاب:
قسمت مصر فى أواخر القرن التاسع عشر إلى مناطق نفوذ تحت إمرة رجال اتخذوا قوتهم وبطشهم وجرأتهم المدهشة واستهانتهم بالقانون وسيلة لبسط نفوذهم فى إحياء وإقامة "دكتاتوريات" هم رؤساؤها.
وكانت لتلك الحكومات قوانين جائرة غير ثابتة ولا مدونة، تتغير فى كل يوم، بل فى كل ساعة حسب الأحوال، وتنفذ فى غير هوادة ولا ضعف.
وكان أولئك الحكام فتوات "مصر" وأبطالها فى المعارك التى كانوا يخوضون غمارها بين آونة وأخرى، فكان فى حى "الناصرية" ثلاثة يتنازعون الحكم ويتقاسمون المجد، ينازعون بعضهم بعضا، وهم "أبوطاجن، وأحمد منصور، وحسن الأسود".
وكان يتنازع النفوذ فى باب اللوق والبلاقسة: عبده الجياشى، وفرج الزينى، ومرجان السقا.
وكان الحاج "حسن جاموس" يحكم فى حى "الحنفى" وتحت يده ولى عهده "حافظ الهوارى".
وتولى السيطرة على الحسينية المعلم "إبراهيم عطية" وخليفته "أحمد عرابى" ونازعهما الحاج "محمد الطباخة".
وكان حاكم "بولاق" عفيفى القرد وصاحبه المعلم "أحمد الخشاب".
وكان فى ناحية المحجر الحاج حسن الخشن.
وفى الخطابة "حنفى حلوف.
وفى المغربلين "الست عزيزة الفحلة" وابنها محمد.
وفى قواديس وباب الخلق "محمود الفلكى"
وفى سوق السلاح: المعلم عبد الغنى
وفى الدراسة "حسن كسلة"
والعطوف: ابن وهدان
وفى الجمالية: أولاد منتهى والمعلم بدوى العلاف وشقيقه طعلى"
وفى الكحكيين: محمود الحكيم وشقيقه "عبده الحكيم"