تعتبر مجموعة "أقصوصات الغجر الغنائية" الشعرية، أو "الأغانى الغجرية" للأديب الإسبانى فيديريكو جارثيا لوركا، التي نشرت عام 1928، تعتبر من أفضل الأعمال الشعرية للشاعر الإسبانى، حققت له شهرة واسعة في إسبانيا، وتعتبر إحدى روائع الأدب الإسباني في القرن العشرين، وصنف واحد من أهم الأعمال الأدبية على مر العصور، وفقا لإحصاء مكتبة بوكلوبن العالمية.
كتب فيديريكو غارثيا لوركا "أقصوصات الغجر الغنائية" بين عامي 1924 و1927 وعندما نشر الكتاب أثار ضجة كبيرة في عالم الأدب، المجموعة هي مزيج من الشعر الشعبي وتتنقل بخفة بين خطين من الأفكار المركزية: الأندلس والغجر، في معالجة غنية بالاستعارات والأساطير.
يتألف الديوان من مقاطع يدور أغلبها على مواضيع غجرية مكتوبة بشكل الرومانس التقليدي، وتظهر سهولة الأغاني تمكن لوركا التقني، إن كل عناصر شعره ماثلة هنا: الإثارة، الحسية، الميثولوجيا الغجرية، حذر الموت، الاستعارة الذكية، ولكن غير المبالغة، أما قيمة هذه المجموعة إذا تناولناها ضمن شعر لوركا كاملاً، فليس من الصعب علينا أن نجد من سبقه في كثير مما جاء فيها.
فالأبيات الأولى، على سبيل المثال، من أغنية "السائر في نومه" لها أكثر من تذكير بقصيدة خوان رامون خمينيث التي مطلعها "خضراء هي الفتاة"، لقد انغمس لوركا في التراث الإسباني، وهو تراث ينتهي لديه عند خوان رامون خمينيث
وفي ديوان "الأغاني الغجرية"، يركز على عالم الغجر وحياتهم وطقوسهم وعاداتهم وطباعهم، ويسرد حكايات بعضها واقعية حدثت لهم في أسبانيا، وأخرى ذات طابع خرافي أو تاريخي يستلهم منه القصيدة.
يعكس العمل آلام الشعبين المضطهدين اللذين يعيشان على هامش المجتمع، ويجدا نفسيهما مطاردين من ممثلي السلطة، ونضالهم ضد السلطة الغاشمة، إلا أن گارثيا لوركا نفسه يلاحظ أن التركيز يجب ألا يكون في وصف موقف بذاته، بل الصدام الذي يتكرر بين القوات المتضادة: ففي قصيدة تصف الصراع بين الحرس المدني والغجر، يسمي المعسكرين "الرومان" و "القرطاجيون"، ليشير إلى ديمومة الصراع.
