أحد رواد المسرح الحديث منذ أواخر القرن الماضى وحتى مطلع القرن العشرين، هو الروائى والكاتب المسرحى السويدى، أوجست ستريندبرج واليوم تحل ذكرى رحيله اليوم، إذ رحل عن عالمنا فى 14 مايو من عام 1912م، بعدما عاش حياة حزينة ممتلئة بالمتاعب، ولكن هذا لم يؤثر على إنتاجه الأدبى مطلقًا.
عاش أوجست سترنديرج الذى ولد فى 22 يناير من عام 1849م، كتوتر الأعصاب ومتعب نفسيا، ويرجع ذلك إلى الواقع الذى عاش فيه، فوالده الذى كان من عائلة ارستقراطية، لم يتحمل الإنفاق على أسرته الكبيرة، فكان قاسى عليهم وتركهم جائعين، كما أن والدته كانت تعمل فى محل لبيع المسكرات، حتى تستطيع الإنفاق وسد احتياجاتهم، وهذا ما جعل أوجست لديه عقد نفسية وأصبح عصبى المزاح.
رفض أوجست الدراسة فى الكنسية كما فرضها عليه والدع، فقرر أن لا يعترف بالمسيحية، ليتجه بعد ذلك لدراسة الطب، والذى تركه فيما بعد لعدم رغبته استكمال الدراسة فى تلك المجال، ليتجه إلى التدريس، ثم بعد ذلك تم تعيينه فى المكتبة الملكية بستوكهولم خلال الفترة من 1874 م إلى 1882 م، وهى الفترة التى اعتبرها الأكثر استقرارًا.
كتب (سترندبرج) أنواعاً عديدة من المسرحيات، فهناك مسرحياته التاريخية ومسرحياته الطبيعية نسبة إلى المذهب الطبيعى ثم مسرحياته الشاعرية الخيالية التى تميز بها بين كتاب عصره، ولعل هذا يعود إلى طبيعة العبقرية والجنون فى شخصيته مما جعل حياته وتقلباتها مصدراً من أهم مصادر اعماله الادبية وجعل دراستها من أهم العوامل لفهم مسرحياته، ومن أعماله المسرحية " مسرح الحلم، الآنسة جوليا، مسرحية الأب، العبقرية والجنون".
تزوج أوجست من ممثلة والتى تركت زوجها من أجله، ولكنه كما ذكرنا كان معقد نفسيا فحال ذلك بينهما، وتم الطلاق، أثمر زواجه الأول عن مجموعة قصصية كانت تهاجم النساء والتى جاءت تحت عنوان "متزوج"، وصدرت فى مجلدين الول كان عام 1884 والثانى فى عام 1886م، وصورت المجلدين أن المرأة كائن شرس لا يندم وطاغية، وخلقت فقط لكى تستغل الرجل، وتزوج مرة أخرى ليكون نفس مصير الزواج الأول، حيث كانت العلاقة فى الزواج الثانى مليئة بالشك، وبعدها أصيب بانهيار عصبى استمر على مدار 5 سنوات، وبعد أن تعافى تزوج للمرة الثالثة فى 1901م. والذى استمر إلى أن رحل.
وفى وقت من الأوقات أصبح ويؤمن بالله وإقرار السلام، وترك العنف وأصبح نصيراً لفكرة المذهب الاشتراكى فى الأدب الموجه لمنفعة المجتمع وآمن بنظرية جان جاك روسو التى تقول بأن مستقبل الحضارة يكمن فى العودة إلى الطبيعة وحياة الفلاح البسيط.