عرفت مصر، مثل كثير من دول العالم، على مر العصور، الكثير من الأمراض والأبئة، ومن ذلك "مرض الكوليرا" الذى أصابها أكثر من مرة، واحدة منها كانت فى مطلع القرن العشرين، وقد أشار إليها أمير الشعراء أحمد شوقى فى واحدة من قصائده.
تحمل القصيدة عنوان "تهنة" وقد كتبها أمير الشعراء في عام 1902، حسبما ذكر مصطفى رجب، فى مقالة له بعنوان "قصة تزوير ديوان أحمد شوقى" مؤكدا أن هذه القصيدة تم حذفها من ديوان "شوقى"الذى طبع بعد ثورة 1952.
ويقول مصطفى رجب عن مناسبة القصيدة أن شوقى بك كتبها تقديرا حين فتك وباء الكوليرا بكثير من قرى الصعيد، وكان الخديوي عباس حلمي الثاني خارج الوطن في تلك الأثناء، فلما عاد كتب شوقي بك هذه القصيدة مهنئاً بسلامة العودة، وفيها تعرض لذكر ما أصاب القرى من هلاك:
ومن أبيات القصيدة نقرأ:
الدهر جاءك باسط الأعذار
فأقبل فأمر الدهر للأقدار
هل كنت تدفع حاضراً أو غائباً
عن مصر حكم الواحد القهار
ذاقت نواك وروعت بثلاثة
بالداء بعد المحل بعد النار
ودهى الرعية ما دهى فتساءلوا
في كل ناد أين رب الدار
ذكروك والتفتوا لعلك مسعد
ذكر الصغير أباه في الأخطار
فأسى جراحهو وبل صداهمو
طيب الرسائل منك والأخبار
لهفي على مُهجِ غوالِ غالها
خافي الدبيب مُحَجبْ الأظفار
خمسونَ الفاً في المدائن صادهم
شِركُ الردى في ليلةٍ ونهارِ
ذهبوا فليت ذهابهم لعظيمة
مرموقة في العصر أو افخار