بعد تفشى فيروس كورونا المستجد، أصبحت الاسم الأشهر فى عالم الروايات الآن، فهى أسطورة أدبية لن ولم تنتهى، هى رواية "الحب فى زمن الكوليرا" للكاتب الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل، نشرت الرواية لأول مرة باللغة الإسبانية فى عام 1985، واعتبرت واحدة من أهم الأعمال الأدبية على مر العصور وفقا لتصنيف مكتبة بوكلوبن العالمية.
تروى أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه فى منطقة الكاريبى وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر مجدولينا فى الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين. كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية دون التأثير على انتطام الأحداث وسيرها الدقيق مما يضعنا أمام كاتب يمسك بأدواته على أحسن ما يكون.
أحداث الرواية الأخيرة تدور فى سفينة نهرية حيث يدعو (فلورنتينو اريثا) حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق، وهناك يقترب منها أكثر وتدرك بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها (70 عاما)لا يصلح للحب ولكن هذا ما كان يمنع (فلورنتينو اريثا) من الاستمرار بالأمل والسعي لراحتها فيتخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا لكي لا تنتهي الرحلة ويكون الفراق ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحي وتدخل السلطات.
و تنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وجيئة رافعة علم الوباء الأصفر دون أن ترسو إلا للتزود بوقود فيما تضم عش الحبيبين الذين لا يباليان بكبر عمرها ويقرران أنهما الآن في مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب وهي الحب لذات الحب. ولقد منح المؤلف هذه الرواية كل ما له من نبوغ في السرد القصصي وسعة الخيال، وهو أيضا مؤلف مائة عام من العزلة والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1982.