واحدة من أشهر الفرق الكلامية ومن أكثرها إثارة للجدل هى فرقة "الجَبْرية" أو "المجبرة" وهى فرقة كلامية تنتسب إلى الإسلام، وتؤمن بأن الإنسان مسيّر لا قدرة له على اختيار أعماله، ولذلك يعتبرها علماء السنة من الفرق الضالة المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
ويقال إن أول من قال بهذا المذهب الباطل هو الجعد بن درهم مؤدب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ولذا كان يلقب بمروان الجعدى، لأنه تعلم من الجعد مذهبه في القول بخلق القرآن والقدر وغير ذلك، وبحسب "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبى العز الحنفى، فـ الجبرية هم أتباع الجهم بن صفوان، الذى قتله سلم بن أحوز، أمير خراسان، سنة 128هـ، وسمي الجبرية بذلك لأنهم يقولون: إن العبد مجبر على أفعاله، ولا اختيار له، وأن الفاعل الحقيقى هو الله تعالى، وأن الله سبحانه أجبر العباد على الإيمان أو الكفر، كما ذكر الشهرستانى فى (الملل والنحل للشهرستانى).
ويذكر البعض أن الجبرية تطلق باسمين، الخالصة والمتواسطة: الأول "الخالصة" قوم يعتقدون بإثبات الفعل للعبد ونفي القدرة له على الفعل أصلا، الثانى هو المتواسطة، قوم يعتقدون بإثبات القدرة للعبد لكن غير مأثرة أصلا.
ويعتقد أن "الجبرية" نشأت كرد فعل للقدرية، وبرزت عقيدة تقول: إن أفعال الإنسان خيرها وشرها من الله وأن نسبتها إلى العبد إنما هي على سبيل المجاز كقولنا جرى النهر وإنما الذى أجراه حقيقة هو الله، فالإنسان في زعمهم كالريشة في مهب الريح (ولهذا قيل إن الجبرية والقدرية متقابلتان تقابل التضاد).