72عاما مرت على نكبة فلسطين، عندما احتلت العصابات الصهيونية فلسطين وأخذت أرضها، وطردت شعبها، وراحت تتحدى كل القوانين الدولية الشعبية، زاعمة أن أجدادها كانوا يعيشون فى هذه الأرض منذ آلاف السنين وهو زعم باطل تنكره الكتب، ومن ذلك كتاب "فلسطين المتخيلة" للكاتب العراقى فاضل الربيعى.
فكرة الكتاب
تنطلق الفكرة العامة للكتاب من أن "القدس ليست أورشليم، والتوراة بنصها العبرى لا تقول على الإطلاق أن القدس أورشليم أو أن المسرح التاريخى للأحداث الواردة فى أسباط التوراة هو فى فلسطين، التوراة لم تذكر فلسطين أو الفلسطينيين ولم تقل أن القدس هى أورشليم".
فى الكتاب يؤكد فاضل الربيعى، "أن السبى البابلى لليهود لم يحدث فى فلسطين، كما أن المصريين والأشوريين لم يشتبكوا فوق أرض قط، وسفن سليمان لم تمخر عباب المتوسط أبدا"، ويرى أن فلسطين التى زعم اليهود أن التوراة ذكرتها هى فلسطين متخيلة ومن اختراع المستشرقين وكتاب التاريخ فى أوروبا وأمريكا، لأن التوراة لم تذكر اسم فلسطين على الإطلاق، ولم تذكر اسم الفلسطينيين، ولذلك فإن فلسطين أى الأرض التى زعم هى أرض الميعاد اليهودى هى أرض متخيلة، وذلك حسبما جاء فى النص التوراتى.
وذهب الكتاب إلى أن ما يقوله اليهود هو نوع من الأساطير والأكاذيب نسجها المستشرقون الأوروبيون، منذ مطلع القرن الماضى عن فلسطين التوراتية قد أدت فى النهاية إلى بزوغ فلسطين أخرى لا وجود لها فى شرق وغربى نهر الأردن.
فى الكتاب يأتى البحث والتحقيق معتمدا على التاريخ والتوراة والشعر الجاهلى، حيث إن التوراة تتحدث عن جغرافية فيها أسماء مثل عدن، حضر موت، أوزال وهو اسم صنعاء القديمة، كما أن جميع المواقع والأماكن الواردة فى النصوص التوراتية موجودة فى جغرافية اليمن وليس فى فلسطين، كما أن اسم القدس جاء "قدش" أو" قدس" فى التوراة هو اسم لثلاثة أماكن أو مواضع كل منها جبل وجبل شامخ، بينما لا تقع القدس العربية لا فوق جبل ولا قرب جبل.
كما أن التوراة لا تقول أن جبل "قدش" هو أورشليم على الإطلاق، والمثير للاهتمام أن نصوص التوراة تتحدث عن ثلاثة أماكن باسم "قدس" أو "قدش" (السين والشين فى العبرية حرف واحد ) ولا يوجد على وجه الأرض أى جغرافية تحتوى ثلاثة جبال تحمل اسم "قدس" أو "قدش" إلا جغرافية اليمن وأطراف الجزيرة العربية وحتى اليوم لا يزال جبل قدس المبارك يطل شامخا على بعد 80 كيلومترا من مدينة "تعز" اليمنية.
ويؤكد الربيعى أن كلامه لا يأتى من فراغ بل من خلال وثيقة خطيرة هى كتاب "صفة جزيرة العرب" لأبى الحسن الهمذانى، ولاحظ أن كل الأسماء الواردة فى النصوص التوراتية سجلها الهمذانى ووصفها بنفس التسلسل وبنفس الأسماء وهو يصف أرض اليمن، وفضلا عن ذلك أورد أبياتا من الشعر الجاهلى عن كل موضع ورد فى التوراة بنفس الاسم وبنفس الوصف، وهذا أمر لا يقبل أن يقع بمجرد المصادفة.
ويرى الربيعى أن "سفر صموئيل" الأول والثانى يتحدث عن استيلاء داود على مدينة أورشليم ويقول أن أورشليم هى بيت "بوس" ولا توجد مدينة بهذا الاسم كانت تدعى بيت بوس ثم سميت أورشليم إلا بيت بوس اليمنية فى سلسلة جبل حمير وقد وصفها الهمذانى وصفا دقيقا ووصف حتى مناخها فى الصيف، حيث قال شربت ماءا باردا من بيت بوس، أى أنها مدينة فى أعلى جبل، وهو ما يتطابق مع وصف التوراة للجغرافية المتنازع عليها.
إن نصوص التوراة تتحدث عن أورشليم بالتلازم مع ذكر جبل صهيون، وتقول بعض روايات التوراة، أن داود الملك استولى على أورشليم بعد أن عبر جبل صهيون، ولا يوجد فى طول فلسطين وعرضها، جبل يدعى جبل صهيون يؤدى إلى القدس، بينما نجد جبل صهيون فى سلسلة جبال اليمن المؤدية إلى نجران، وقد ورد ذكر هذا الجبل بالاسم "صهيون" فى شعر الأعشى، وهو يحذر أساقفة نجران المسيحيين عام 524 ميلادى من هجوم تنظمه اليمن بقيادة الملك اليهودى نونواس الحميرى، وأنه سيأتيهم من جبل صهيون ليدخل نجران، والغريب أيضا أن هذا الحادث هو حادث تاريخى صحيح سجله القرآن الكريم فى سورة "البروج" وقال تعالى "قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود" وهذه الآية الكريمة تتحدث عن الاضطهاد الذى قام به الملك اليهودى اليمنى لنصارى نجران بعد أن اجتاحها من السلسلة الجبلية المسماة صهيون.