تعد مسرحية فاوست ليوهان جوته العمل الأبرز بتقدير معظم النقاد الأدبيين والأكثر كمالا المستوحى من قصة فاوست الساحر الألماني في القصة الشعبية، عن شخصية فاوست أو فاوستوس هو الشخصية الرئيسية في الحكاية الألمانية الشعبية عن الخيميائي الألماني الدكتور يوهان جورج فاوست، ونشرت على جزئين الأول فى 1806 الثاني عام 1832، وتم اعتبارها ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور وفقا لمكتبة بوكلوين العالمية.
بدأت الأسطورة مع" كتاب فاوست" الذي نشره جيسون كولافيتو في فرانكفورت سنة1587م. وجاء في هذا الكتاب ان فاوست، كان ذكيا ووالده فقيرا معدما، فتبناه عمه في وتنبرغ، وأدخله الجامعة ليدرس اللاهوت، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه، ضاق ذرعا بكتب اللاهوت وانكب على دراسة العلوم والرياضيات والكيمياء. ثم اتجه الى كتب السحر والتنجيم واستحضار الأرواح. وحينما برع في كل ذلك.
واستخرج عدة أدوية شافية من الجذور والأعشاب، أقدم على استحضار روح ميفستوفيليس(أحد الشياطين السبعة في القرون الوسطى)، ووقع معه عقدا بدمه، يقوم ميفستوفيليس بموجبه بتلبية كافة طلباته وتحقيق طموحه العلمي مقابل أن يهبه فاوست روحه بعد أربعة وعشرين عاما.
وتدور المسرحية حول الدكتور يوهان جورج فاوست الذي يحقق نجاحاً كبيراً ولكنه غير راضٍ عن حياته فيُبرم عقداً مع الشيطان يسلم إليه روحه في مقابل الحصول على المعرفة المطلقة وكافة الملذات الدنوية، وتتناول هذه القصة بعض الأحداث التي تدور مع شخص اسمه فاوست الذي كان يعيش وحيدًا، وورث عن عمه الذي كان يرعاه أموالاً طائلة، وكان هذا الرجل حريصًا على العلم والتعلّم بشكل كبير، وكان يقضي معظم وقته في أخذ العلم وقراءة الكتب في شتى أصناف العلوم التي عُرفت في زمانه، وبعد مرور العديد من السنوات بدأت تظهر عليه علامات الكبر، وشعر بأنه قد أضاع سنوات شبابه في علوم لا فائدة منها، حيث إنه لم يكن يعيش حالة من الرفاهية، وأضاع شبابه -على حدِّ تعبيره- حيث يعيش معظم الشباب فترة الشباب في حالة من الرفاهية الشخصية، ولا يحبسون أنفسهم بين جنبات الكتب.
تتألف مسرحية فاوست لغوته من جزئين كتبهما غوته في 4612 سطرا. لكن الجزئين لم يكتبا بشكل متعقب فبين ظهور الجزء الأول الذي انهاه غوته في عام 1806 والجزء الثاني الذي أنهاه عام 1832 عام وفاته نفسه، فارق 26 عاما اختلفت بها النواحي التي كان يركز فيها غوته ففي حين كان الجزء الأول يركز على روح دكتور فاوست التي باعها للشيطان مفستوفيليس، نجده في الجزء الثاني ينحو نحو معالجة الظاهرة الاجتماعية وأمور السياسة والاجتماع. لذلك يعدّ الجزء الثاني من اعقد الأعمال الأدبية المكتوبة بالألمانية وربما أحد أهم الأعمال التي يختلط بها الأدب بالفلسفة.