أعلن صندوق التنمية الثقافية، أنه إذا كانت الظروف تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة، فإننا يمكننا أن ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا، وسننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشعراء، ومنها قصيدة فى الليل لعبد الرحمن الخميسى.
في الليل
أيها الليل .. ليتني كنت نجما
عائما في مياهك الزرقاء
أقطع الظلمة الأتية لهفان
إلي مخدع الحبيب النائي
ثم أضفي عليه مني خيوطا
تحتويه في ضمة رعنـاء
لأروي بقبلة منه نفسي
تطلق الروح من أسى وعناء
وأحلي بسحر عينيه ذاتي
ثم أزهى على نجوم السماء
غير أني يا حسرتا آدمي ..
قيدتني أرضيتي في بنائي
أيها الليل ليتني كنت عصفورا
طليقا مع السنى والهواء
كنت نقرت فوق نافذة المحبوب
أدعوه لاستماع غنائي ..
ليغني معي .. ويحكم قيدي
بين كفيه راضيا بشقائي
غير أني يا حسرتا آدمي
قيدتني أرضيتي في بنائي!
أيها الليل ليت أني نسيم
سابح في حديقة زهراء
أجمع العطر من ثغور الأقاحي
والرياحين في مدى أحنائي
ثم أمضي إلي حبيبي عليلا
أسكر البدر مهجتي بالضياء
أحمل الطيب في فؤادي إليه
وأفري حياله أحشائي
لأكون الأنفاس في رئتيه
ولأحظى في صدره بفنائي
غير أني يا حسرتا آدمي
قيدتني أرضيتي في بنائي .
ويشار إلى أن الشاعر عبد الرحمن الخميسي1920 – 1987، شاعر وقصصي وممثل وموسيقي وإذاعي، له من الدواوين الشعرية: أشواق انسان 1958 القاهرة، ودموع ونيران" 1962 القاهرة، وديوان الخميسي دار الكاتب العربي 1967، وديوان الحب 1969 القاهرة، إني أرفض بيروت، وتاج الملكة تيتي شيرى 1979 بيروت، مصر الحب والثورة 1980 بيروت.