أدى ظهور فيروس كورونا المسبب للإصابة بـ"كوفيد-19" وانتشاره فى جميع أنحاء العالم فى الشهور الأخيرة إلى زيادة الاهتمام بضرورة ارتداء "الكمامة" أو القناع الجراحى باعتباره أحد العوائق المحتملة أمام تفشى الجائحة، ودعت وسائل الإعلام إلى استخدام الأقنعة الجراحية وأنواع الأقنعة التي يجب ارتداؤها كحاجز لانتشار الفيروس.
وأمام الإجراءات الصارمة التى بدأت تتخذها عدد من بلدان العالم بضرورة ارتداء قناع الجراحى أو "الكمامة" بالتزامن مع تخفيف القيود حول التنقل والتعايش مع انتشار الفيروس بإتخاذ كافة الإجراءات الصحية، ظهر التساؤل متى بدأ تلك الأقنعة فى العالم.
وبحسب مقال للبروفسيور فريدريك ل. جرين، نشره موقع "جنرال الجراحة" العالم المتخصص فى الطب، بدأ الاهتمام الأولي باستخدام الأقنعة كحماية ضد العدوى، خاصة السل، في أواخر القرن التاسع عشر ولكنه لم يترجم بشكل روتيني إلى الاستخدام في غرفة العمليات حتى عشرينيات القرن العشرين.
ويذكر أن الجراح الفرنسى بول بيرجر: بدأ الأمر أولاً باستخدام القناع بشكل روتيني أثناء العمليات الجراحية في عام 1897، وكانت هذه الأقنعة المبكرة مصنوعة من الشاش الشبكي الدقيق وتستخدم لتغطية الفم فقط، وخلال الحرب العالمية الأولى، تم إدخال أقنعة الشاش في المستشفيات العسكرية لحماية المرضى الذين تم وضعهم في أجنحة مختلطة مع ارتفاع معدل الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي
خلال جائحة الإنفلونزا عام 1918، أصبح ارتداء أقنعة الشاش أمرًا شائعًا، ولكن للأسف في وقت لاحق، لم تكن الأقنعة واقية في حبس الجسيمات الفيروسية، وطوال أوائل القرن العشرين، تم إدخال أنواع مختلفة من الأقنعة لمنع انتقال البكتيريا من العاملين في غرفة العمليات إلى المرضى، مع التعرف على التلوث الفيروسي، اكتسب مفهوم القناع أهمية أكبر.
تُصنع أقنعة الجراحة الحديثة من الورق أو مواد أخرى غير منسوجة، ولذلك يجب التخلص من القناع بعد كل استخدام (أي تستعمل مرة واحدة فقط)، على عكس الكمامات المصنوعة من المنسوجات أو الأقمشة التى يمكن تطيرها واستخدمها أكثر من مرة.