تحتفظ المواقع الأثرية فى أقصى الشواطئ الجنوبية لجنوب إفريقيا بأغنى السجلات فى العالم للأصول السلوكية والثقافية للنوع البشرى، حيث اكتشف العلماء أول دليل على السلوك البشرى وأسلحة القذائف والاستخدام الأول للأطعمة من البحر، وأكثر من ذلك بكثير، فى موقع أثرى فى جنوب إفريقيا، وهو عالم كان ضائعا وكشف عنه بحث جديد نشر مؤخرا.
ويواجه العلماء في هذا المجال دائما تحديات فى فهم السياق التطوري لأن معظم المناظر الطبيعية التي استخدمها القدماء الذين عاشوا هناك، غمرت بالميا، ويدرس العلماء هذا "العالم الضائع" بطريقة جديدة عميقة بفضل جهود معهد جامعة ولاية أريزون، بتسخير أشياء مثل الجيوفيزياء البحرية والغوص في المياه العميقة لجمع العينات، بحسب ما جاء بموقع روسيا اليوم، وبدأ العلماء في تشكيل فريق لبناء بيئة المشاهد الطبيعية القديمة، والذى عمل باستخدام نموذج المناخ الإقليمى لجنوب إفريقيا عالى الدقة فى الحواسيب الفائقة، على محاكاة الظروف المناخية الجليدية.
ويكشف موقع الدراسة الميدانية لمعهد جامعة ولاية أريزونا للأصول البشرية (IHO) أن Pinnacle Point هو مركز السجلات القديمة المتنوعة والغنية، جغرافيا وعلميا، يعود إلى 200 ألف سنة.
وقال رئيس الدراسة كيرتس ماريان، لمعهد جامعة ولاية أريزونا للأصول البشرية والأستاذ الفخرى بجامعة نيلسون مانديلا فى جنوب إفريقيا، فى بيان، إن هذا الاكتشاف: "يعطي مثالا فريدا لجهد علم الحفريات متعدد التخصصات حقا، ونموذجا جديدا للمضى قدما في بحثنا لإعادة إنشاء طبيعة النظم البيئية الماضية، والأهم من ذلك، تساعدنا نتائجنا على فهم سبب الكشف المستمر عن السجلات الأثرية من مواقع جنوب إفريقيا هذه على شكل مبكر ومستويات معقدة من السلوك والثقافة البشرية".
ويقع موقع الدراسة الميدانية لجامعة ولاية أريزونا فى كهف في موقع ما قبل التاريخ Pinnacle Point المتنوع والغنى جغرافيا وعلميا، لكونه ساهم بمعظم الأدلة على مراحل مختلفة من طريق الإنسانية الحديثة في التطور.
وقال ماريان، هذا التقاء فريد من الغذاء من البر والبحر زرع الثقافات المعقدة التى كشف عنها علم الآثار ووفر ملاذا آمنا للبشر خلال الدورات الجليدية التي كشفت عن ذلك السهل وجعلت معظم العالم غير مرحب به في حياة الإنسان".