تعد رواية "طبل الصفيح" للأديب الألمانى جونتر جراس، الرواية الأكثر شهرة في ألمانيا، تعد من أهم الأعمال الأدبية التي كتبت بعد الحرب العالمية الثانية، وما زالت إلى اليوم مثار جدل واسع في مختلف الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية، كما أنها صنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور، وفقا لمكتبة بوكلوبن العالمية.
رواية "طبل الصفيح" صدرت فى عام 1959، كما تحولت لفيلم سينمائى، كان من نصيبه أن حصل على جائزتى السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائى، وأوسكار أفضل فيلم أجنبى 1979.
وتدور الرواية حول حياة أوسكار ماتزيراث، كما يرويها بنفسه، عندما يحجز فى مستشفى للأمراض العقلية خلال السنوات 1952-1954، وقد ولد أوسكار عام 1924 فى مدينة دانزينج الحرة (وهى مدينة جدانسك فى بولندا)، وقد كان ذو قدرة على التفكير والإدراك، فقرر أنه لا يريد أن يكبر، وذلك بعدما سمع والده يقرر أنه سيصبح بقالا.
وكان أوسكار ماتزيراث موهوباً بقدرته على تحطيم الزجاج بصراخه الخارق، واستخدم هذه الموهبة كسلاح، فأعلن أنه أحد الذين اكتمل نموهم الروحى عند الولادة ويحتاجون لإثبات أنفسهم فحسب، واحتفظ أوسكار بمكانة الطفل فى فترة بدايات الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك كانت له عدة علاقات حب، وقد بقى طبل صفيح تلقاه كهدية فى عيد ميلاده الثالث كنزه العزيز، وكان على استعداد لأن يقتل مقابل الحفاظ عليه.
يكتشف أوسكار أن له "والدين افتراضيين"، زوج أمه "ألفريد" وعضو الحزب النازى، وجان البولندى من دانزينج الذى أعدم وقت الدفاع عن مكتب البريد البولندى فى دانزينج أثناء غزو بولندا (1939).
بعد موت والدة أوسكار تزوج ألفريد من ماريا، وهى امرأة كانت أول عشيقة سرية لأوسكار، وأنجبا طفلا سمياه "كيرت"، لكن أوسكار شعر بخيبة أمل عندما بدء الطفل بالنمو وأثناء الحرب، ينضم أوسكار إلى فرقة الأقزام التى كانت ترفّه عن القوات الألمانية فى خط الجبهة، لكنه يعود إلى عائلته فى دانزينج ويصبح زعيم عصابة إجرامية.
وبعدما يحتل الجيش الأحمر السوفييتى دانزينج، تطلق القوات الغازية النار على ألفريد بعد القبض عليه أثناء بلعه دبوس شعار الحزب لتجنب اكتشاف كونه نازياً، بعد الحرب، يغادر أوسكار وزوجة أبيه الأرملة وابنها مدينة دانزينج البولندية إلى دوسلدورف حيث يعمل عارض أزياء، ويعمل فى حفر شواهد القبور.
ويقرر أوسكار العيش بعيداً عن ماريا وابنها كورت بعد التوترات المتصاعدة، وبعد الرحيل، يقع فى حب الأخت دوروثيا، جارته، لكنه يفشل فى إغرائها، ويبدأ مع كليب وشول وهو عازف جيتار بتشكيل فرقة نهر الراين الثلاثية للجاز ثلاثية، ويدعوهم السيد شموه إلى العزف فى نادى قبو البصل، وبعد الأداء الموهوب، يحققون شهرة وغنى، فى إحدى جولاته يعثر أوسكار على أصبع مقطوعة وفيها خاتم، فيعرف أنه إصبع "دوروثا" وأنها قتلت، ثم يدان زوراً بالقتل، ويودع فى مستشفى الأمراض النفسية لمدة عامين حيث يكتب مذكراته.