أصبح ارتداء الكمامة الآن، واحدا من أهم الإجراءات الاحترازية التى تنادى منظمة الصحة العالمية بها من أجل الوقاية من تفشى فيروس كورونا المستجد، المسبب للعدوى بـ "كوفيد -19"، واتجهت بعض الحكومات ومنها الحكومة المصرية إلى فرض غرامات على من لا يرتديها.
وأمام الإجراءات الصارمة التى بدأت تتخذها عدد من بلدان العالم بضرورة ارتداء واقى الوجه أو "الكمامة" بالتزامن مع تخفيف القيود حول التنقل والتعايش مع انتشار الفيروس بإتخاذ كافة الإجراءات الصحية، ظهر الاهتمام بأهمية الكمامة وتاريخ استخدامتها.
وبحسب مقال للبروفسيور فريدريك ل. جرين، نشره موقع "جنرال الجراحة" العالم المتخصص فى الطب، بدأ الاهتمام الأولى باستخدام الأقنعة كحماية ضد العدوى، خاصة السل، فى أواخر القرن التاسع عشر لكنه لم يترجم بشكل روتينى إلى الاستخدام فى غرفة العمليات حتى عشرينيات القرن العشرين.
هذا عن الاستخدام الطبى، أما عن الاستخدام الوقائى من أجل النظافة والوقاية من نقل الأمراض بشكل عام، فقد ظهر قبل التاريخ سالف الذكر بقرون، حيث يقول الباحث عادل البكرى فى مقال له بعنوان "الطب الوقائى عند العرب" نشره فى أحد أعداد مجلة المجمع العلمى فى دمشق: "إن العرب كانوا يفرضون رقابة شديدة على الأسواق والمحلات العامة وحوانيت الأغذية ويوكلون هذه المراقبة الصارمة إلى "المُحتسب"، ويدعون العمل الذى يقوم به بالحسبة، وهى إلزام أصحاب الصنائع بكفّ الأذى عن الناس واتباع النظافة وعدم الغش.
ومن ذلك ما يذكره ابن عبدون الأندلسى من أنهم يولون العناية بنظافة الطرق، ويمنعون الناس من طرح الأوساخ أو إراقة الماء فيها، ويمنعون الصباغين من عملهم فى الأسواق والطرق الضيقة لئلا يتلوث لباس المارة.
ومنها أيضاً مراقبة الطحانين وإلزامهم بغربلة القمح وتنقيته قبل الطحن، ومراقبة الخبازين وأن لا يعجن أحدهم إلا وهو ملثم لئلا يتطاير من فمه شىء إذا عطس أو تكلم، وأن يشد على جبينه عصتبة بيضاء كى لا يعرق فيقطر منه شىء فوق العجين، وأن يحلق شعر ذراعيه حتى لا يسقط منه شىء فيه، وإذا عجن فى النهار فليكن عنده إنسان بيده مِذبة يطرد عنه الذباب.