أبو العلاء المعرى، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعى التنوخى المعرى، شاعر وفيلسوف ولغوى وأديب عربى عاش زمن الدولة العباسية، وتحل اليوم ذكرى رحيله عن عالمنا، إذ رحل فى مثل هذا اليوم 20 مايو من عام 1057م، وقد لقب بـرهين المحبسين أى محبس العمى ومحبس البيت، وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
وأبو العلاء المعرى قال عنه الدكتور طه حسين "أبا العلاء قد هداه عقله إلى أن لهذا العالم خالقاً، وإلى أن هذا الخالق حكيم، لا يشك فى ذلك، أو على الأقل لا يظهر فيه شكاً، وهو إذا تحدث عن هذا الخالق الحكيم تحدث عنه فى لهجة صادق يظهر فيها الإخلاص واضحاً جلياً، ولكنه عاجز عن فهم هذه الحكمة التى يمتاز بها هذا الخالق الحكيم، وعجزه عن فهم هذه الحكمة هو الذى يضنيه ويعنِيه ويعذبه فى نفسه أشد العذاب، خالق حكيم، خلق هذا العالم ورتبه على هذا النحو الذى رتبه عليه، ولكن لماذا، وما بال هذا الخالق الحكيم الذى منحنا هذا العقل وهدانا إلى التفكير لم يكشف لنا القناع كله أو بعضه عن وجه هذه الحكمة التى لا نشك فيها ولا نرتاب؟"
عند رحيل أبو العلا المعرى، وهو فى عمر يناهز الـ 86 عاما، اتفق ياقوت والقفطى والذهبى، والصفدى، وابن خلكان، على أن أبا العلاء لما مات رثاه على قبره شعراء، لا يقل عددهم عن سبعين شاعرا.
وعن ضريح أبي العلاء المعرى الذى أصبح المركز الثقافى العربى من الأبنية الأثرية الهامة والجليلة فى مدينة المعرة، لما يمتاز به هذا المبنى من طراز معمارى فريد غني بزخارفه البديعة، وقد بني في الأربعينيات من القرن الماضي على مساحة قدرها 500 متر مربع.
ولقد زار الأديب الدكتور طه حسين المركز الثقافي العربي في المعرة عدة مرات حتى يقال بأنه أشرف على وضع حجر الأساس لهذا الصرح الثقافي الهام، وكذلك كان على رأس الأدباء والشعراء فى المهرجان الألفى لأبي العلاء المعري بمناسبة ذكرى مرور ألف عام هجري على وفاته.