تمر اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف اليونانى الشهير أفلاطون، إذ رحل فى مايو عام 347 ق.م، عن عمر ناهز 80 عاما، وهو ارستوكليس بن ارستون، فيلسوف يوناني كلاسيكي، رياضياتي، كاتب لعدد من الحوارات الفلسفية، ويعتبر مؤسس لأكاديمية أثينا التي هي أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي، معلمه سقراط وتلميذه أرسطو، وضع أفلاطون الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم، تأثر بأفكار أرسطو كما تأثر بإعدامه الظالم.
ورغم أن أفلاطون جاء قبل ميلاد المسيح وقبل الدعوة المحمدية، وحتى قبل نزول التوراة، إلا أن البعض رأى فى فلسفة الفيلسوف اليونانى القديم، إنه كان موحدا وكان فى مكانة قريبة من مكانة الأنبياء والحكماء القديسين.
ويرى بعض العلماء والمفسرين إلى نبوة شخصيات خارج الشرق الأوسط لم تعتد البشرية على وصفها بغير الحكمة، منهم فلاسفة اليونان من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو.
وقال الإمام ابن القيم عن بعض فلاسفة اليونان من بينهم أرسطو وأفلاطون:"أرسطو وبالجملة فيه أقرب القوم إلى تصديق الرسل، وكذلك تلميذه أفلاطون كان معروفاً بالتوحيد منكراً لعبادة الأصنام، لكنه لم يجاهر قومه بهذا كما فعل أستاذه فسكتوا عنه وكانوا يعرفون له فضله وعلمه.
أما أرسطو تلميذ أفلاطون فتنكب طريق أستاذه فقال بقدم العالم مخالفاً أساطين الفلاسفة قبله وعبد الأصنام وهام في وثنية الإغريق وفرقته من الفلاسفة يسمون المشائين وهي فرقة شاذة كما حكاه ابن رشد في مناهج الأدلة.
وسـبب ذلك ما ذكره طائفة ممن جمع أخبارهم، أن أساطين الأوائل كفيثاغورس، وسقراط، وأفلاطون كانوا يهاجرون إلى أرض الأنبياء بالشام، ويتلقون عن لقمان الحكيم ومن بعده من أصحاب داود وسليمان، وأن أرسطو لم يسافر إلى أرض الأنبياء ولم يكن عنده من العلم بإثارة الأنبياء ماعند سلفه، وكان عنده قدر يسير من الصابئة الصحيحة، فابتدع لهم هذه التعاليم القياسية، وصارت قانوناً مشى عليه أتباعه.
وصف المؤرخ العراقي المعاصر علي الوردي لحال الفلاسفة المحسوبين على الإسلام مع فلسفة اليونان وأرسطو؛ حيث يقول: "يرجع فلاسفة الإسلام إلى أفلاطون وأرسطوطاليس فيمجدونهما وربما قدسوهما، فقد ذهب الفارابي في تمجيد أفلاطون إلى درجة أنه جعله في مستوى الأنبياء، ووصف الفارابي رئيس المدينة الفاضلة بأنه أفلاطون في ثوب النبي محمد".