على مدى قرنين، اكتشف علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا أدلة على التطبيق الشعائرى والطبى للعقاقير التى تغيب العقل والتى كانت مكونات مركزية فى الثقافات البشرية القديمة، فى حين قد كتب عن استخدام " الفطر السحرى'' والفطريات المهلوسة الأخرى في ثقافات ما قبل التاريخ، وقيل إنه تم استخدام الأفيون (الهيروين) والكوكا (الكوكايين) ، اللذان تطورا من كونهما شفاء قديمًا ونباتات طقسية إلى السموم الاجتماعية، ولكن المجتمعات الحديثة يمكن أن تتعلم الكثير من استخدام الأجداد "البدائية" لهاتين المادتين.
الأدلة الأثرية للأدوية القديمة
وفقًا لمراجعة عام 2015 من قبل الدكتورة إليسا جويرا-دوسي، الأستاذة المساعدة فى عصور ما قبل التاريخ فى جامعة بلد الوليد فى إسبانيا، إنه يعتقد عمومًا أن المواد التى تغير العقل، أو على الأقل الأدوية، هى قضية العصر الحديث، ولكن إذا نظرنا إلى السجل الأثرى، فهناك العديد من البيانات التى تدعم استهلاكها فى عصور ما قبل التاريخ".
وتقدم أحافير النباتات ذات التأثير النفسى وبقايا الكحول والمواد الكيميائية ذات التأثير النفسي الموجودة في الفخار والمصور في فن ما قبل التاريخ، معلومات حول كيفية جمع أسلاف الصيادين للنباتات الطبيعية، وما هي أنواعهم الدوائية المفضلة؟، وكيف انتشرت هذه المعرفة مع الهجرات؟جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
هجرة المواد المخدرة
وتم اكتشاف بقايا أحافير من صبار سان بيدرو المهلوس في كهف في بيرو يعود تاريخه إلى ما بين 8600 و 5600 قبل الميلاد وتم العثور على بذور الفاصوليا في ما هو الآن جنوب تكساس وشمال المكسيك من نهاية الألفية التاسعة قبل الميلاد إلى 1000 بعد الميلاد.
وتشير التماثيل الحجرية الصغيرة المسماة "أحجار الفطر" الموجودة في جواتيمالا والمكسيك وهندوراس والسلفادور إلى استخدام الفطر المهلوس فى الطوائف المقدسة بين 500 قبل الميلاد و 900 بعد الميلاد.
إلى جانب المواد المهلوسة، تم استخدام المواد ذات التأثير النفسي للأغراض الطبية وفي الاحتفالات الدينية التي تتراوح بين المنشطات مثل التبغ (النيكوتين) والكوكا (الكوكايين) في أمريكا الجنوبية إلى الآثار المهدئة للغاية للخشخاش (الأفيون) والقنب (الحشيش) التي نشأت في أوراسيا.