يعد سيدنا هود عليه السلام من أنبياء الله سبحانه وتعالى المعروفين والمذكورين فى القرآن الكريم، ويذهب كثير من المفسرين إلى أنه كان نبيا عربيا، لكن ما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير تحت عنوان قصة هود عليه السلام: وهو هود بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح عليه السلام.
ويقال إن هودًا هو: عابر بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح.
ويقال هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، ذكره ابن جرير وكان من قبيلة يقال لهم: عاد بن عوص بن سام بن نوح، وكانوا عربًا يسكنون الأحقاف، وهى جبال الرمل، وكانت باليمن من عمان وحضرموت بأرض مطلة على البحر يقال لها: الشحر، واسم واديهم مغيث.
وكانوا كثيرًا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام.
كما قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ" [الفجر: 6-7] أي: عاد إرم وهم عاد الأولى.
وأما عاد الثانية فمتأخرة كما سيأتي بيان ذلك في موضعه.
وأما عاد الأولى: فهم عاد "إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" [الفجر: 7-8] أي: مثل القبيلة. وقيل مثل العمد، والصحيح الأول كما بيناه في التفسير.
ومن زعم أن إرم مدينة تدور في الأرض، فتارة في الشام، وتارة في اليمن، وتارة في الحجاز، وتارة في غيرها فقد أبعد النجعة، وقال ما لا دليل عليه، ولا برهان يعول عليه، ولا مستند يركن إليه.
وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه: منهم أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر.
ويقال: إن هودًا عليه السلام أول من تكلم بالعربية.
وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها.
وقال غيره: أول من تكلم بها نوح.
وقيل: آدم وهو الأشبه قبل غير ذلك، والله أعلم.
ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام: العرب العاربة وهم قبائل كثيرة منهم: عاد، وثمود، وجرهم، وطسم، وجديس، وأميم، ومدين، وعملاق، وعبيل، وجاسم، وقحطان، وبنو يقطن، وغيرهم.
وأما العرب المستعربة: فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل.
وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى. ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحة، والبيان. وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله ﷺ.
والمقصود أن عادًا وهم عاد الأولى كانوا من عبد الأصنام بعد الطوفان، وكان أصنامهم ثلاثة: صدا، وصمودا، وهرا. فبعث الله فيهم أخاهم هودًا عليه السلام فدعاهم إلى الله.