يحتفل المسلمون هذه الأيام بعيد الفطر المبارك، والتراث الإسلامى يتحرك من زاوية أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى المسلمين عيدى الفطر والأضحى بدلا من أعيادهم وأيامهم القديمة قبل الإسلام، وذلك ما يوضحه كتاب "الأعياد وأثرها على المسلمين تأليف سليمان بن سالم السحيمى".
يقول الكتاب :
والدين الإسلامى دين الوسطية لا إفراط ولا تفريط، لا غلو ولا إجحاف، هذا هو حال الإسلام فى جميع أموره لا يعتنى بناحية دون أخرى، وهذه الوسطية تدل على اعتداله، حيث يتناول جانبى النفس الإنسانية الجانب الروحى والجانب المادى، وذلك بتلبية حاجتهما بعيداً عن المغالاة فى التجرد الروحى، أو الإغراق فى الجانب المادى، وذلك في حدود ما يحفظ هذا البناء ويجعله قوياً متماسكاً قال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً".
ويتابع الكتاب، وذلك أن الناس كانوا قبل ظهور الإسلام على قسمين: قسم تقضى عليه تقاليده بالمادية المحضة فلا هم له إلا الحظوظ الجسدية كاليهود والمشركين، وقسم: تحكم عليه تقاليده بالروحانية الخالصة وترك الدنيا، وما فيها من اللذات الجسمانية، كالمسيحيين والصابئين وطوائف من وثنى الهند وأصحاب الرياضات.
أما الأمة الإسلامية فقد جمع الله لها فى دينها الحقين حق الروح وحق الجسد وإن شئت قلت إنه أعطاها جميع الحقوق الإنسانية، فإن الإنسان جسم وروح.
ومن الأدلة الشرعية لعيد الفطر المبارك:
من القرآن الكريم:
قوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّ"، وقد جاء فى تفسيرها: أي أعطى صدقة الفطر وصلى صلاة عيده.
ومن السنة:
عن أنس رضى الله عنه قال "قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية، فقال: "إن الله تبارك وتعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت بيوم الأضحى عيداً جعله الله تعالى لهذه الأمة".