من بين المذاهب الإسلامية الشهيرة، وأحد أهم مذاهب الشيعة،هو المذهب الجعفرى، أو كما يطلق على أصحابه الجعفريون، ويعتقد أنه وجه آخر عن المذهب الشيعي الإثنى عشرى الذي يقوم على الاعتقاد بأن خلافة النبي محمد تكون للإمام على بن أبى طالب والاثنى عشر من الأئمة المعصومين من بعده.
نُسِبَ المذهب الشيعي إلي الإمام الجعفر الصادق، الإمام السادس للشيعة، وسُمى بالمذهب الجعفرى، حيث إن الإمام الصادق عاش المرحلة الانتقالية بين دولتين، فكانت الدولة الأموية فى نهاياتها مشغولة بمواجهة الثورات والانتفاضات التي كانت مشتعلة في بلاد الإسلام.
وعندما أقيمت الخلافة العباسية انشغلت بتطهير الأرض من بني أمية والقضاء على الفتن الصغيرة وتوطيد دعائم الدولة الجديدة وكانت بحاجة إلى وقت لتثبيت حكمها، وتشييد أركان نظامها، ولذلك لم تعنَ كثيراً بالحركات الدينية والثقافية مما أتاح للإمام الصادق نشر مذهب عقائد وفقه أهل البيت وتربية عدد كبير من العلماء الفقهاء والمفسرين والمتكلمين. وقد ورد من الأحاديث والروايات عن الإمام الصادق ما لم يرد عن غيره من الأئمة المعصومين، خصوصاً في الفقه الإسلامي، فإن المذهب الشيعي إزدهر في ذلك العصر فعُرف منذ ذلك العصر بالمذهب الجعفري.
وبحسب العديد من المصادر الإسلامية، فالإمام جعفر الصادق من أئمة الفقه، حتى قال عنه أبو حنيفة: ما رأيت أحدا أفقه منه. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: كان من سادات أهل البيت فقهًا وعلمًا.
وازدهر المذهب الجعفرى منذ مطلع العصر العباسي، وكان اول ظهور الشيعة في الحجاز ثم وصل المدينة المنورة في القرن الرابع للهجرة، أما بلاد الشام فان انتشار الشيعة في ربوعها يرجع الى القرن الاول للهجرة، وكان أبو ذر الغفاري أكثر الدعاة له تحمساً وتأثيراً، ولا يزال له حتى اليوم مقامه في قرية الصرفند اللبنانية بين صيدا وصور.
ومن اهم معتقداتهم الإمامة وتكون بالنص إذ يجب أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق بالعين لا بالوصف، وتستدل الشيعة على ذلك بأن النبي قد نص على إمامة علي من بعده نصاً ظاهراً يوم غدير، وتشير إلى أن عليا قد نص على ولديه الحسن والحسين، وهكذا فكل إمام يعيّن الامام الذي يليه بوصية، والعصمة، وهى أن كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان وعن اقتراف الكبائر والصغائر.
وترى بعض المصادر السنية، أن المذهب الجعفرى، جرى له ما جرى لفقه الأئمة المتقدمين، فحفظت منه مسائل، ولكن لم يدون بكامله، كما حصل مع مذاهب الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، ولم يتسلسل التمذهب به عند أهل السنة، ولكن انتحل مذهبه قوم من المبتدعة، فأدخلوا عليه ما ليس منه، بل كذبوا عليه في أصول الدين وفروعه.