واحدة من أكثر الروايات المثيرة للاهتمام فى الأدب الأوروبى، هى رواية "المحاكمة" للأديب والفيلسوف التشيكى فرانتس كافكا، هي رواية عن شخصية تحمل اسم جوزف ك، الذي يستيقظ ذات صباح ولأسباب لا تذكرها الرواية يتم اعتقاله ومقاضاته على جريمة لم تحددها الرواية، صنفتها مكتبة بوكلوبن العالمية ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
بحسب صديق كافكا ماكس برود فإن كافكا لم ينه الرواية وأوصى في وصيته أن يتم تدميرها، بعد موته خالف برود إرادة كافكا وقام بتحرير المخطوطة إلى ما رآه رواية مفهومة ونشرها عام 1925. عام 1962 قام المخرج أورسون ويلز بتحول الرواية إلى فيلم سينمائي بطولة أنطوني بيركنز (بدور جوزف ك.) ورومي شنايدر.
وبحسب قراءة للكاتبة أمنية عادل، وفي روايته "المحاكمة"، أو كما تترجم في بعض الترجمات بـ"القضية"، التي ترمي بظلالها على ملامح القهر والظلم والعبثية والعدمية في حياة الإنسان، نجد أنه من الصعب الحديث عنها بشكل كامل؛ لأنها –مثل بقية أعمال كافكا- يمكن أن تُقرأ من عدة زوايا، كما يمكن أن تفسر تفسيرات متباينة جداً.
تتناول الرواية في مضمونها قصة شخص يدعى جورزيف ك، تبدأ باستيقاظه في يوم ليجد بالباب رجلين يخبرانه بأنه مطلوب للمحاكمة، ولكنهما لم يوضحا أية قضية يتهماه فيها.
وفي أية جريمة يجري استجوابه، ومع تطور الأحداث وتغيرها وفشل "جوزيف ك" في معرفة جريمته يبدأ في الدفاع عن نفسه بشتى الطرق هو ومحاميه؛ لكن ما يواجهانه من صعوبات يتمثل في عدم معرفة ما هي جريمته، فكيف لفرد أن يدافع عن براءته وحياته في حين يجهل ما ارتكبه في الحياة.
وبحسب المترجم محمد أبو رحمة، إن ما جاء لسان بطل رواية (المحاكمة) هو جوهر المسألة الإجتماعية السياسية التى شاء كافكا طرحها ألا وهى كشف وفضح فساد منظومة كاملة تتحكم في مسار حياة الفرد ومصيره، وقد تكون هذة المنظومة هي الدولة الفاسدة نفسها أو المجتمع الذى يسوسه قانون هذة الدولة لينظم العلاقات بين خلايا المجتمع ووحدته، وقد يكون المجتمع الإنسانى كله الذي خضع لإرادة وهيمنة جماعة جماعة كونية غير مرئية تعمل من خلال شبكة علاقات إقتصادية- سياسية معقدة على قهر الإنسان وسلب إرادته وتفرد شخصيته واستقلاليتها واهدار حقه في حياة حرة آمنه كريمة، وهكذا نرى بطل رواية المحاكمة متهمًا منذ البداية، أما الإتهام فغير معروف حتى من قبل الذين كان منوطا بهم تنفيذ أمر إعتقال المتهم (البرئ).