كان الفنانون القادمون من الغرب مغرمين بالشارع المصرى، يصطادون اللحظات المميزة، وما أكثرها فى الشارع الصاخب الحافل بالحياة، ومن ذلك لوحة "خارج المقهى" للفنان السويسرى رودلف يوهان وايز، الذى عاش فى الفترة بين عامى (1846-1933).
وسعى "رودلف يوهان وايز" عبر هذه اللوحة لتقديم صورة رآها خصوصية مصرية، وهى فعلا كذلك، ويمكن مشاهدتها حتى الآن فى شوارع القاهرة، حيث يجلس البعض على المقهى لقضاء المصالح العامة والشخصية أيضا.
وقد يكون المشهد عالميا بمعنى أن كل الحضارات تعرف هذه الأهمية للمقهى، لكن كل دولة تقدمه بطريقتها الخاصة، ويبدو أن الشخصيات المرسومة فى هذه اللوحة تحاول أن تبرم عقدا ما، عقد بيع وشراء أو حل مشكلة ما، فأحد الرجال الجالسين ينصت باهتمام إلى أحد الرجال الواقفين وهو يتحدث، بينما يجلس الرجال على حصير مصنوعة من نبات الحلفا.
بالطبع، ليس جميع من يظهرون فى اللوحة يشاركون فى حل المشكلة أو عقد االبيع والشراء، فهناك شخصيات أخرى تظهر فى العمل الفنى لكنها تقوم بدورها الخاص بها، من ذلك رجل المقهى، الذى يقوم بتجهيز ما يطله الزبائن، يفعل ذلك دون حتى أن يتنبه إلى ما يدور حوله، وذلك لأنخه يحدث طوال الوقت.
كذلك نجد الرجل الذى يلبس رداء أبيض، يمكن لنا أن نراه ضمن الفريق، ويمكن لنا أن نراه يقرأ فى كتابه الخاص به منفردا، فى انتظار أن يلبى له رجل المقهى ما يحتاجه.
أما الرجل الأعمى والطفل الذى يصطحبه فى الطريق، فهما فى حالهما أيضا، ذاهبان لقضاء حاجتهما، ويعطيان ظهرهما للرجال المشغولين بمشكلتهم.
بالطبع حرص "رودلف يوهان وايز" على رسم الطراز "المملوكى" للمقهى، للدلالة على مصريته الخالصة.