يعرف الجميع المفكر العربى الشهير ابن خلدون، الشهير بمقدمة ابن خلدون، واليوم، تمر ذكرى ميلاده، إذ ولد فى 27 مايو من عام 1332 ميلادية، درس فى تونس، وعمل هناك بعض الوقت، ثم جاء إلى مصر وتواصل مع حكامها، ثم اعتكف للكتابة والتأليف، وصار من أشهر المفكرين وله مكانه عالمية خاصة فيما أطلق عليه بعد ذلك علم الاجتماع.. فكيف ذلك، ومتى بدأ الغرب يعرفون ابن خلدون ومؤلفاته؟
عاش ابن خلدون بعد تخرجه من جامعة الزيتونة فى مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، كما توجه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولى فيها قضاء المالكية، أى على المذهب المالكى، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784-808 هـ)، حيث تُوُفى عام 1406 عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد.
استرعى ابن خلدون انتباه العالم الغربى لأول مرة فى عام 1697 م، عندما ظهرت سيرةٌ له فى مكتبة بارتليمى دى هوربيلوت دى مولينفيل فى أورينتال، وبدأ يكتسب المزيد من الاهتمام من عام 1806م، عندما شمل سيلفستر دى ساسى كريستوماثى سيرته
وفى عام 1816 ميلادية، نشر دى ساسى مرةً أخرى سيرةً ذاتية مع وصفٍ أكثر تفصيلًا لمقدمة ابن خلدون، وظهرت المزيد من التفاصيل والترجمات الجزئية لكتابه على مر السنين حتى نشر الطبعة العربية الكاملة فى عام 1858، ومنذ ذلك الحين، دُرس عمل ابن خلدون على نطاقٍ واسع فى العالم الغربى مع اهتمام خاص.