واحدة من المهن المصرية التى أصبحت فى طى النسيان هى مهنة الطرابيشى، فبعدما كان صاحبها صاحب بصمة على رأس كل رجل فى الشارع المصرى، ويدخل بصنعته كل البيوت، أصبح اسمه مهنته مجرد ذكرة، اندثر وجودها. وبحسب الباحثين، كانت مهنة الطرابيشي والمقصود بها من يقوم بصناعة الطرابيش والتى كانت تستخدم كغطاء رأس للرجال من المهن المحترمة بداية من أربعينيات القرن التاسع عشر الميلادى.
أثناء فترة حكم محمد علي باشا لمصر وكان استخدام الطربوش كغطاء للرأس فى الأصل عادة بيزنطية ثم انتقلت إلى الدولة العثمانية ومن ثم إنتقلت إلى الولايات التابعة للدولة العثمانية ومنها مصر وسوريا ولبنان.
وكلمة كلمة طربوش أصلها فارسى حيث كان غطاء الرأس بالفارسية يسمي سربوش ثم حُرفت إلى شربوش ثم عُربت الكلمة الفارسية ثانية وصارت طربوش وكان يتم تصنيع الطربوش عادة من الصوف المضغوط أو اللباد أو من الجوخ الملبس على قاعدة من القش أو الخوص.
ويقال أنه لما سقطت الخلافة العثمانية علي أيدى مصطفي كمال أناتورك عام 1924م تم إلغاء استخدام الطربوش كغطاء للرأس في تركيا التى ابتكرته بينما ظل مستخدما فى مصر التى نقلته عنها وقد تحول الطربوش في عهد عباس باشا الأول إلي زى رسمي يحرص الباشوات والأفنديات على حد سواء علي ارتدائه وكان الطربوش ونظافته والاهتمام به وبزره الأسود دليلا علي الأناقة والذوق الرفيع لمن يرتديه.
وتاريخيا فقد أنشأ محمد علي أثناء حكمه لمصر مصنع لللطرابيش بمدينه فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ حاليا وكان ذلك في يوم 26 شوال عام 1240 هجرية الموافق يوم 12 يونيو عام 1825م حينما صدر الأمر من محمد على باشا إلي ناظر فوه أحمد أغا بإعلامه بما استقر عليه الرأي من تأسيس معمل الطرابيش في حديقة الأمير محمود بالجانب الغربي.
ومع قيام ثورة يوليو عام 1952، ألغيت الطرابيش وبارت تجارتها تدريجيا بعدما كانت جزء أساسى من زى الرجال، وملازمة لصاحبها في المقابلات الرسمية والمناسبات المهمة وفي الأعياد والمواساة في أثناء تقديم واجب العزاء، وأصبح وجودها الآن قائم فى بعض المناطق السياحية كنوع من الانتيكات.