يحيط بنا علم التشفير من كل جانب، بداية من ماكينات الصراف الآلى والهواتف المحمولة والإنترنت، ومرورا بنظم الأمن التى تحمى الأسرار فى أماكن العمل، وانتهاء بالشفرات المدنية والعسكرية التى تحمى سماءنا، ومن الدراسات التى تحاول أن تبسط للقارئ هذا العالم، كتاب "علم التشفير: مقدمة قصيرة جدًّا" تأليف فريد بايبر وشون ميرفى، وترجمة محمد سعد طنطاوى، والصادر عن مؤسسة هنداوى.
وفى هذه المقدمة التى تسبر أغوار طبيعة عمل التشفير، يوضح فريد بايبر وشون ميرفى التأثير المتغلغل لعلم التشفير على مجتمعنا المعاصر، ويكشفان النقاب عن خبايا فن التشفير، مع تسليط الضوء على الأهمية الاجتماعية والسياسية، والعملية أيضًا، لحماية البيانات والتحقق منها فى عالمنا المعاصر.
تتمثل فكرة أى نظام تشفير فى إخفاء المعلومات السرية بطريقة يصبح من خلالها معناها غير مفهوم بالنسبة إلى أى شخص غير مصرح له بالاطلاع عليها، يتمثل الاستخدامان الأكثر شيوعا للتشفير فى تخزين البيانات بأمان فى ملف كمبيوتر أو نقلها عبر قناة غير آمنة مثل الإنترنت، في كلتا الحالتين، حقيقة كون المستند مشفرًا لا تمنع الأشخاص غير المصرح لهم بالوصول إليه، ولكنها تضمن عدم تمكنهم من فهم ما يرونه.
أي شخص يحصل على الظرف أن يقرأ محتويات الرسالة. ومسألة ما إذا كانوا سيَقرءون الرسائل بالفعل أم لا قضية أخرى. المهم أنه ما من شك فى أنهم سيتمكّنون من قراءتها إنْ هم أرادوا ذلك. بالإضافة إلى ذلك، إذا استبدلوا الرسالة الموجودة داخل الظرف، فلن نعرف أنهم فعلوا ذلك.
يعتبر استخدام البريد الإلكتروني بالنسبة إلى الكثيرين حاليًّا بديلًا لإرسال الخطابات من خلال البريد العادي. والبريد الإلكتروني وسيلة سريعة للتواصل لكِنْ بطبيعة الحال لا توجد أظرفٌ لحماية الرسائل، بل يُقال عادةً إن إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني يشبه إرسال الخطابات عبر البريد العادي دون أظرف، بداهةً، من يُرِد إرسال رسائل سرية أو مجرد رسائل شخصية عبر البريد الإلكتروني، فسيحتاج إلى وسيلة أخرى لحمايتها. تتمثل إحدى هذه الوسائل في استخدام التشفير وتشفير الرسائل.