واحدة من الطوائف الإسلامية المثيرة للجدل، هى الجماعة الأحمدية أو القاديانية، أو كما تعرف رسميا بالجماعة الإسلامية الأحمدية، هى حركة إسلامية تجديدية أو مسيحانية تأسست فى البنجاب، الهند البريطانية، فى أوآخر القرن التاسع عشر، نشأت مع حياة وتعاليم ميرزا غلام أحمد (1835-1908).
تعتبر الجماعة الأحمدية القاديانية من أكثر الفرق إثارة للجدل على الساحة الإسلامية، وقد سبق وأعلن البرلمان الباكستانى عام 1974 أنها جماعة غير مسلمة كما رفضتها منظمة المؤتمر الإسلامى بكل تياراتها من سنة وشيعة، وبدأت هذه الطريقة فى القرن التاسع عشر عندما ظهر فى الهند رجل يدعى ميرزا غلام أحمد قال إنه المسيح المنتظر.
ومركز هذه الطائفة كان فى منطقة تسمى الربوة فى باكستان الحالية، وبعد استقلال الهند وباكستان عن بريطانيا انتقل العلامة أبو الاعلى المودودى إلى باكستان حيث وصم هذه الطائفة بالكفر، وارتفع شأن هذه الطائفة فى باكستان بعد الاستقلال حيث كان منها أول وزير خارجية باكستانى ظفر الله خان، وفى عهده امتلأت وزارة الخارجية بأعضاء هذه الطائفة.
يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين، يؤمنون بالقرآن وبأركان الإيمان جميعها: بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث والحساب، وبأركان الإسلام كلها، وبأن من غير شيئاً فيها فقد خرج من الدين. وتؤمن الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن ميرزا غلام أحمد مبعوث من الله سبحانه وتعالى، مثيلاً لعيسى عليه السلام ليضع الحروب الدينية، مدينا ومستنكراً سفك الدماء، معيداً أسس الأخلاق والعدالة والسلام إلى العالم، ويؤمنون بأنه سيخلص الإسلام من الأفكار والممارسات المتعصبة، ليعيده إلى شكله الحقيقى كما كان فى عهد النبى محمد.
يرى الأحمديون أنفسهم مسلمين ويمارسون الدين الإسلامى على شكله الأصلى، ومع ذلك، فإن بعض المعتقدات الأحمدية تعتبر مخالفة للفكر الإسلامى التقليدى منذ تأسيس الجماعة، حيث إن الكثير من عامة المسلمين ينظرون إلى الأحمديين على أنهم غير مسلمين نظراً لوجهة نظرهم وقناعاتهم بأن ميرزا غلام أحمد مبعوث من الله.
وكان البرلمان الباكستانى قد أصدر فى عهد رئيس الوزراء ذو الفقار على بوتو قرارا باعتبار الأحمدية دينا خاصا كالهندوسية، وبالتالى لم يعد أتباعه فى نظر السلطات الباكستانية من المسلمين، وكان من توابع ذلك القرار أن رفضت السعودية منذ ذلك العام أداءهم مناسك الحج باعتبارهم من غير المسلمين.
أغلب أتباع الأحمدية ينتمون إلى الطائفة الرئيسية للحركة والتى تعتبر منظمة وموحدة، ومع ذلك، فى بدايات الحركة، انفصل عدد من الأحمديين عن الطائفة الرئيسية وشكلوا حركة لاهور الأحمدية لنشر الإسلام، والتى تمثل اليوم جزءا صغير من الأحمديين، ينظر إلى بعض المعتقدات الخاصة بالأحمدية على أنها تتناقض مع المفاهيم الحالية للعقيدة الإسلامية، وقد واجه بعض الأحمديين اضطهادًا.