فى 30 مايو من عام 1960 رحل الكاتب الروسى بوريس باسترناك، بعدما أجبر على رفض جائزة نوبل فى الآداب فى عام 1958، وهو الكاتب الذى يعرفه الجميع بسبب روايته الشهيرة "دكتور جيفاجو" والتى قدمت فى عمل سينمائى عالمى 1965 و كان من بطولة النجم "عمر الشريف".
وجاءت الفكرة إلى "بوريس باسترناك خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) عندما عمل فى مختبر للكيميائيات، وعندما استقر هو وزوجته فى قرية صغيرة ضمت مجموعة من الكتاب والمثقفين، وكتب روايته، ولأنها كانت تهاجم النظام الحديدى الذى عرف به الاتحاد السوفيتى، وجد "باسترناك" صعوبة فى إيجاد ناشر مما اضطر للهرب إلى إيطاليا، وبالفعل نشرت فى عام 1957م، محققة نجاحًا كبيرًا فى الغرب.
وبعد عام من نشر الرواية أى فى عام 1958م، منح باسترناك جائزة نوبل للآداب، ولكنه رفضها رغم سعادته التى عبر عنها فى خطاب أرسله للأكاديمية السويدية، وذلك نظرًا لانتقاد الكبير الذى تعرض له من قبل الاتحاد السوفيتى.
وتدور الرواية حول" يورى أندرييفيتش جيفاغو" الشخصية الرئيسية الذى يقع فى حب "تونيا" ويرزقان بطفل، ويخدم يورى كطبيب فى زمن الحرب، وهناك يتعرف على "لارا فيودوروفنا".
و"لارا" ففتاة متزوجة من (باشا آنتيبوف) الذى تركت مجموعته خلف خطوط العدو فتأتى "لارا" للبحث عنه، بعدما اعتبروه ميتا لكنه فى الواقع سجيناً، وقدركان شعور لارا ويورى الواحد تجاه الآخر هو الانجذاب من دون التعبير عن هذا الشعور.
بعد انتهاء الحرب، عاد يورى إلى موطنه موسكو وإلى أصدقائه القدامى، إلا أن العاملين معه صاروا دائمى الشك، وتتفكك العائلة وينقسم الثوار الماركسيون، وكان على عائلة يورى الانتقال على متن قطار يستخدم لنقل البضائع، كانت مدة الرحلة فى القطار طويلة ما أتاح ليورى ليرى معاناة سجناء الثورة الروسية، ويفكر يورى مبدأى المساواة والحرية لكنه يتحرر من المبادئ الثورية غير الفكرية.
تصل العائلة بسلام إلى الأورال لتستقر فى مزرعة، ويستخدم يورى "الشتاءات" الطويلة للعودة إلى كتابة الشعر، وأثناء قيامه بزيارة محلية، يلتقى بـ"لارا" ويبدأ معها علاقة عاطفية، ويتشاركان فى بهجة وجودهما معاً، ويخبر يورى زوجته عن عدم إخلاصه لها ويطلب منها السماح، إلا أنه حينما تأهب للعودة إلى المنزل تقوم مجموعة مشاركة فى الحرب الأهلية الروسية باختطافه وإجباره على العمل فى خدمتها كطبيب. ومكث هناك لسنوات عدة إلى أن هرب فى أحد الأيام ومشى عائداً إلى لارا.
تحولت رواية دكتور جيفاجو إلى فيلم سينمائى فى 1965م، أى بعد رحيله بخمس سنوات، وحصد الفيلم 5 جوائز أوسكار، ونشرت الرواية فى الاتحاد السوفيتى بعد رحيله بـ 27 عاما، أى فى عام 1987م.