تخلصت القاهرة، مؤخرأ من اسم سلطان الدم، السلطان الغازى سليم الأول، من على أحد أشهر شوارعها فى منطقة الزيتون، بعدما قررت المحافظة تغيير اسم الشارع إلى شارع الشهيد العقيد أحمد منسى، بطل الصاعقة المصرية فى ملحمة البرث، بعد مناشدات عدة قدمت للمحافظة على مدار السنين الفائتة لتغيير اسم السلطان الملوثة يده بدماء المصريين من على الشارع، وذلك حسبما أكد اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب، عن دائرة الزيتون، أن محافظة القاهرة استجابت لمطالب أهالى الدائرة بتغيير اسم شارع سليم الأول إلى شارع الشهيد أحمد منسى، موضحا أن المطالب كانت بسبب المواقف المعادية من قبل الدولة التركية تجاه مصر ومواقفها الداعمه لجماعة الإخوان الإرهابية.
والطريف أن حى الزيتون، يوجد فيه شارع طومان باى آخر سلاطين المماليك فى مصر، ويوازيه مباشرة شاعر قاتله الخليفة العثمانى سليم الأول، أول سلاطين الدولة العثمانية فى مصر، والذى قام بإعدام الخليفة المملوك السابق ذكره، وارتكب عدد من المجازر فى حق المصريين، وعرف بدمويته الكبيرة؟
السلطان الغازي سليم الأوّل القاطع (بالتركية العثمانية: غازى ياوز سلطان سليم خان أول؛ وبالتركية الحديثة: هو تاسع سلاطين الدولة العثمانية وخليفة المسلمين الرابع والسبعون، وأوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان، حكم الدولة العثمانية من سنة 1512 حتى سنة 1520، ويُعرف بالغرب بأسماء سلبية، فعند الإنگليز مثلا سمي "سليم العابس" نظرًا لما يقوله بعض المؤرخين بأنه كان دائمًا متجهم الوجه. وعند الفرنسيين عرف باسم سليم الرهيب.
ويصف المؤرخ المصرى ابن إياس ما وقع للمحروسة بعد سقوط القاهرة: "أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها"، ويقص ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الإمبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: "إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف".
وروى ابن إياس الأهوال التى تذهل لها العقول مما قام به الأتراك وفاقت ما قام به من بعده الإنجليز والفرنسيون بل والاحتلال الإسرائيلى، والتى وصلت لاقتحام الأزهر الشريف ومسجد ابن طولون وجامع الحاكم، وإحراق جامع شيخو، كما أنهم خربوا ضريح السيدة نفسية وداسوا على قبرها، كل هذا شهده المؤرخ المصرى ورواه فى عز جبروت العثمانيين ما يجعل شهادته الأقرب للحقيقة.
ويروى المؤرخ المصرى آيات وقصص الظلم الذى وقع وأصاب المصريين من العثمانيين فى مواضع عدة من كتابه، حيث وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى فى يوم واحد، وحسب وصف ابن إياس لهذا اليوم المشئوم "فالعثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جنى، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة".