صدر حديثا عن دار العربى للنشر والتوزيع بالقاهرة، بالتعاون مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، فى أبوظبي، كتاب "حروب الجيل الخامس.. أساليب التفجير من الداخل على الساحة الدولية" للدكتور شادى عبد الوهاب منصور، ضمن سلسلة بعنوان "كتب المستقبل".
ومن أجواء الكتاب:
"أشكال الحروب تتحول، فلم تعد كل الحروب فى الوقت الراهن حروبا تقليدية واضحة المعالم والأدوات، وإنما باتت خليطا من توظيف كافة الأدوات المتاحة، التقليدية وغير التقليدية، العسكرية والاقتصادية والمعلوماتية والسيبرانية، فى ظل تحول تكنولوجى هائل يغير كثيرا من المفاهيم السائدة عن الحرب والصراع والدفاع والردع".
ويعتقد المؤلف أن الأمر قد وصل إلى نوعية خاصة أو جيل جديد مختلف من الحروب أصبح الملمح الرئيسى والهدف الجوهرى لها هو "التفجير من الداخل" باعتباره الوسيلة الأمثل لهزيمة الخصوم وربما من دون تحمل المسؤولية المباشرة من الطرف أو من الأطراف المعتدية.
ويسعى الكتاب إلى شرح هذا التحول الذى شهدته الحروب من خلال تغطية المفاهيم والمصطلحات التى وضعها عدد كبير من المنظرين العسكريين والاستراتيجيين لفهم ورصد واستشراف التحولات التى طرأت على أشكال الحروب والتى يعد من أبرزها حروب الجيل الخامس، والحروب الهجينة والمناطق الرمادية والحروب غير المقيدة وحروب القرن الواحد والعشرين والحروب الجديدة وغيرها.
ويحاول الكتاب فى فصوله الثلاثة أن يقدم استعراضا لأبرز ملامح وإرهاصات وخصائص حروب الجيل الخامس والتى بدأت فى التبلور خلال العقد الأخير، وتهدف بالأساس إلى تفجير الدول من الداخل، من خلال استخدام العديد من الوسائل مثل الحروب الاقتصادية والسيبرانية والمعلوماتية والبيئية وحروب الفضاء، علاوة على توظيف الأسلحة ذاتية التشغيل، فكلها أدوات قادت إلى تلاشى الحدود بين ما يعد أرض المعركة وما ليس أرضا لها، وأضحت معامل الأبحاث والبورصات ووسائل الإعلام والمراكز الدينية والمؤسسات الاقتصادية والفضاء الإلكترونى وغيرها، بمنزلة ساحات للمعارك وإدارة الصراعات بين الدول وبعضها البعض فى وقت تصاعدت فيه أدوار الفاعلين المسلحين من غير الدول على الساحة العالمية بشكل غير مسبوق.