نشاهد، اليوم، لوحة جميلة بعنوان "منظر للنيل بجوار القاهره" أبدعها الفنان الأمريكى ادوين لورد وييكس فى عام 1874، وقد أحببت هذه اللوحة منذ وقعت عينى عليها، قبل التعمق فى تفاصيلها، ربما لأنها تذكرنى بحالة جميلة مررت بها بالفعل من قبل فى حياتى.
ما أشهد به فى الثقافة المصرية أن المجتمع استطاع أن يحافظ على ثقافته فترة طويلة من الزمن، فهذه اللوحة عمرها الآن 146 عاما، لكن أقسم لك أنه حتى نهاية التسعينيات من القرن العشرين، كان يمكن أن ترى هذا المشهد بكل تفاصيله خاصة قبل غروب الشمس.
ترى امرأة تخوض النيل كى تملأ جرتها من المياه النظيفة، وأخرى تنتظرها على الشاطئ، وثالثة قد ملأت جرتها بالفعل لكنها لم تخرج من الماء بعد يعجبها ملمس الماء، بينما شاب مراهق يلقى صنارته بصبر فى الماء فى انتظار "الصيد"، بينما مركب شراعية تستقر على جانب النيل فى انتظار يوم "السوق" أو تنتظر راغبين فى العبور إلى الجهة الثانية من النيل، وآخرون يجلسون مستمتعين بمنظر الماء ولطافة الجو يحكون القصص أو يخوضون فى سير الغائبين.
ومن ناحية تكشف اللوحة شغف ادوين لورد وييكس الذى عاش بين عامى (1849 – 1903) بنهر النيل فهو يعكس أثر النيل العظيم على المكان نرى بستانا عظيما به النخيل متطاولا ناحية السماء، بينما يظهر على الطرف الآخر مبانٍ جميلة لونها أبيض، تدل على الحضارة وحب الحياة، والماء لونه ذهبى بسبب انعكاس الشمس على صفحته الناصعة.