تعد رواية "زينة" للأديبة المصرية الكبيرة نوال السعداوى، التى تعد من أكبر الأديبات داخل القارة السمراء والوطن العربي، واحدة من أهم الروايات الأفريقية النسوية، وقد اختارها الصحفى والكاتب النيجيرى جارى يونج ضمن أفضل 5 روايات نسوية من تأليف كاتبات وأديبات من القارة السمراء، فى تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية.
ورواية "زينة" من الروايات التى تسلط الضوء على شخصية "بدور الدامهيرى" الأستاذة الجامعية المصرية التى تتعرض للعديد من الضغوط والقهر الذى يمنعها من إثبات نفسها، وهو الأمر الذى أدى فى النهاية للهروب من بيت الزوجية في سبيل تحقيق الذات، لتبدأ بعد ذلك العديد من الأحداث والصراعات.
ورواية "زينة" بحسب النقاد، اجتازت الخطوط الحمراء وكشفت عيوباً وأقنعة، وتجسد الكاتبة الكبيرة نوال السعداوى في روايتها "زينة" مأساة من نوع خاص، هى لتلكَ الطفلة التي ولدت لأب مجهول فى أوراق الحكومة الرسمية، معروف بفعله، وأوضح دليل عليه طفلة بريئة موهوبة، يشار إليها بالبنان، أصابعها تتحرك فتخرج أجمل الألحان، وأعذب الأصوات؛ لكنها الدنيا لا تستقيم على حال فتواجه مجتمعا يحوى أرخص الأَساليب تجاه مجهولى النسب، وبيروقراطية قاتلة، وشيوخا يعيشون فى صحراء الفكر والجهل.
ومن أجواء الرواية: "تمدَّدتْ بُدور الدَّامهيرى فوقَ الرَّصيف، أصبحَ جسدُها ممدودًا فوقَ الأَسفلت، تحتَ لهيبِ الشَّمسِ وصقيعِ البرد، جفونُها نصفُ مغلَقةٍ نصفُ مفتوحة، صدرُها لا يعلُو ولا يهبِط، لا شىءَ فيها يتحرَّكُ إلا ثوبُها القُطنى الأبيضُ الخفيف، يُحركُه الهواء، ترفعُه الريحُ عن جسدِها الرَّاقدِ فوقَ الرَّصيف، من حولِها أطفالُ الشَّوارع يُغنُّون: ماما زمانها جايه، جايه ومعاها هديه".
ونوال السعداوي ولدت في 27 أكتوبر عام 1931، طبيبة وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، تعتبر واحدة من أهم الكاتبات المصريات والأفريقيات على مصر العصور، حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا. وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا ، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا، بالإضافة إلى كونها واحدة من المرشحات بشكل دائم للحصول على جائزة نوبل فى الآداب.