صدر حديثًا عن دار النخبة رواية "النزيل رقم 1" للدكتور عبد الرحمن عسل، أستاذ الطب النفسي بمستشفيات قصر العيني، وتتناول الرواية فترة العزل والحجر الصحى فى زمن كورونا، خلال الفترة التى يعيشها العالم وقد أثرت بشكل كبير على الحياة والبشر.
تدور الأحداث حول معاناة الأطباء، فى زمن الكورونا ودور الجيش الأبيض والمخاطر التى يتعرض لها وذلك، حيث يقع البطل نائب قسم الأمراض الباطنة فريسة فيروس كورونا وانتقل له المرض من خلال فحصه لأحد المرضى، لتدور المواقف حول أشكال مختلفة لمعاناة الأطباء من العدوى وكيفية تعامله مع المريض حتى أصبح الطبيب والمريض سواسية في سجن فيروس كورونا.
من أجواء الرواية: اقترب من مدينة مرسي مطروح عند الغسق، أذهله جمالها الأخاذ وسكونها الحالم، تأمل الجبال الشقراء، والشمس ترسل فوقها أشعتها الوردية، لتكسو رأسها بتاج الوقار والهيبة والجمال. نظر إلى الجبال وهي تبسط أقدامها لتغتسل في البحر، الذي نسجت ألوان الغسق مناظر لا يمكن له أن يصفها، لأنها غير قابلة للوصف.
وهو ينظر من النافذة أثناء مرور سيارة الإسعاف على الساحل، رأى الشمس تنام فى سكون وهدوء على سرير البحر، ملتحفة برداء رمادى جميل ألقته عليها ظلمة الليل، الذي أضاء فيه القمر نوره الحاني الباسم، ليبعث في كل النفوس الهائمة والنائمة الطمأنينة والسكينة والراحة والأمان. تساءل: أين كنت من كل هذه الطبيعة الساحرة؟
اقترب أ من مقر الحجر الصحي على أطراف المدينة، ودخلت عربة الإسعاف بلا ضجيج، بلا كلمات، بل كانت الإشارات والإيماءات هي اللغة المعترف بها في هذا الصرح المعروف بالحجر الصحي، والذي كان يلتحف بعباءة سوداء من السكون البغيض، ثم أشار له سائق الإسعاف بأن يستعد للنزول.
نزل من عربة الإسعاف حاملًا حقيبته بيده اليمنى وجهاز الكمبيوتر المحمول على كتفه الأيسر، ولم يكن يدور في ذهنه شيء، فقد تحطم القلق والحزن على عتبات الطرق، على جمال الحياة».