كتاب "صنع العدو" لـ"بيار كونيسا" يجيب عن.. كيف تقتل بضمير مرتاح؟

هل وجود العدو ضرورة؟ وهل الساسة والحكام فى حاجة دائمة لصناعة عدو للبحث عن الاستقرار الداخلى واتحاد العناصر المختلفة داخل المجتمع، ولتأكيد قوة الدولة وإشغال قطاعها الصناعى العسكرى، وهل لهذه الأسباب تقوم الدول وأجهزة المخابرات ومراكز التفكير والتخطيط الاستراتيجية، وكل صناع الرأى، بالعمل الواعى على "صنع " العدو، كل ذلك يناقشه كتاب "صنع العدو" للكاتب بيار كونيسا، الصادر المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات، ترجمة نبيل عجان. ويتساءل "كونيسا" فى كتابه عن الدور الاجتماعى والسياسى الذى يؤديه "العدو" فى المجتمعات المعاصرة؟ وهل يجب على الهوية أن تبنى بالضرورة ضد "الآخر"؟ ويعتمد الكتاب على رأى لـ"كارل شميث" يقوم على أساس أن العدو هو الآخر، الشر، التهديد، ولا يمكن فصله عن الحياة كما المرض... وهو يقدم خدمات كثيرة، ويعمل مهدئا، خصوصا عبر المسئولية التى يمثلها (الحقيقية أو المتخيلة) فى قلقنا الجماعى.

ويتذكر المؤلف أنه فى عام 1989 قال أرباتوف المستشار الدبلوماسى للرئيس السوفياتى جورباتشوف، مخاطبا الغرب: "سنسدى إليكم أسوأ أنواع الخدمات، سنحرمكم من وجود عدو"، ويرى أنه عبر هذه الجملة أثبت نظرية الإبطال التقنى للقطاع الاستراتيجى الغربى، إذ لم يعد هناك وجود بعد الآن لتهديد قاتل! بل سلام حقيقى فحسب، بيد أن النزاعات والتلويحات بالحرب لم تنخفض عدديا.

ويذكر الكتاب رأى "هنرى ميشو" الذى يرى أن تحديد الأعداء والأصدقاء والتحقق منهم يشكل آلية ضرورية قبل شن الحرب، وعند انتهاء النزاع يحتسب المتنازعون الحصيلة السلبية ذاتها: لقد كانت الحرب أسوأ الحلول لكن الناس خضعوا لها، مرة أخرى، ومن المنطقى أن نحاول فهم كيفية إنتاج العجرفة الحربية التى تدفع الناس إلى أن يقتل بعضهم بعضا بطريقة شرعية. ولا يهدف هذا الكتاب إلى تحديد طريقة مقبولة أو غير مقبولة للقتل، لكنه يرنو إلى تحليل كيفية نشوء علاقة العداوة، زكيف يبنى المتخيل قبل الذهاب إلى الحرب، وقبل دراسة أشكال العنف، مهما كانت، فإن ما يهمنا هو الطريقة التى تجعل العنف شرعيا وقبولا، إذ فى الدول الديمقراطية يجب على الحرب أن تكون "ديمقراطية".

يجد الاحتراب جذوره فى حوادث الواقع، لكنه كثيرا ما يجدها كذلك فى بنى أيديولوجية، وفى تهيؤات أو فى أشياء مبهمة. وتضع هذه الدراسة فرضية أن العدو هو عبارة عن عملية بناء، فحين توصلنا العلاقة الاستراتيجية إلى الحرب، فإنها تؤلف مسارا جدليا يتضمن فعل الطرف الأول وصورته، وتؤثر فى فعل الطرف الثانى وصورته. ويرى الكتاب أنه خلافا لما نستطيع قراءته فى كتب العلاقات الدولية، فإن الديمقراطية ليست حاملة للسلام بذاتها، وإلا لما قامت الاستعمارات الفرنسية والبريطانية قط، ولما وجد الأمريكيون فى العراق، ولما استعمر الإسرائيليون الأراضى المحتلة.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;