تعد رواية "الدفتر الذهبى" الصادرة عام 1962م، للأديبة البريطانية دوريس ليسينج، الحاصلة على جائزة نوبل فى الآداب لعام ٢٠٠٧، واحدة من الروائع الأدبية فى القرن العشرين، وصنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
تدور أحداث رواية " ليسينج"حول"امرأتين" تحكى حكايتهما فى خمسة أجزاء، عنونتها بعنوان ثابت، هو" حكاية امرأتين مع الحرية"، وتفصل بينها بمقاطع تسميها "ليسينج" الدفاتر، التى تخص "آنا ولف" إحدى الشخصيات الرئيسية، فى "حكاية امرأتين مع الحرية"، حيث تحتفظ آنا بأربعة دفاتر تسجل فيها تفاصيل الأشياء، خوفاً من الضياع والتشتت، وتنهى آنا الدفاتر بخط بالحبر الأسود، فى نهاية كل واحد، وعندما تكتمل هذه الدفاتر، يولد من بين أجزائها المتفرقة الدفتر الذهبى.
وتشير ليسينج فى مقدمة أخرى للرواية حملت عنوان "مقدمة عام 1971"، أن أحد الأفكار التى دفعتها لكتابتها هو صعوبة العثور على واحدة من روايات النصف الثانى من القرن الماضى، استطاعت أن تصف المناخ الفكرى والأخلاقى الذى كان سائدا فى بريطانيا منذ مائة عام، مثلما عكست روايات تولستوى صورة روسيا الفكرية والأخلاقية فى هذا الوقت.
تتناول الرواية حياة آنا وولف، وهى كاتبة تعيش هى وابنتها معا، وتقومان من آن لآخر بتأجير إحدى الغرف ليس بغرض البحث عن مصدر للدخل وإنما سيرًا على عادات المجتمع.
كانت آنا تعانى فترة من نضوب القريحة عقب النجاح الهائل الذى حظيت به روايتها الأولى عن جماعة من الشيوعيين فى أفريقيا إبان الاستعمار، وتسعى باحثة عن طريقة للجمع بين الطبائع المتناقضة التى تمزق شخصيتها وتجعل حياتها عذابًا مقيمًا لا يحتمل، وتقرر آنا "خوفًا من الوقوع في حالة من الضياع والتشتت… خوفًا من الانهيار"، أن تحتفظ بأربعة دفاتر، تستخدم كلًا منها فى تسجيل أحد عناصر حياتها: الأسود لتجاربها بأفريقيا، والأحمر لشئون السياسة الراهنة، والأصفر تكتب فيه رواية خيالية هى بطلتها، والأزرق لأحداث حياتها اليومية.
وإذ تتأمل حياتها من هذه الزوايا المتباينة، وتستعرض تجاربها، وتقيس ردود فعلها، تستطيع آنا آخر الأمر أن تجمع شتات نفسها وتعبر عن ذاتها فى دفتر واحد، وتستطيع كذلك أن تتقبل انعتاقها من وهم الشيوعية، وأن تتعافى من آلام الصدمة العاطفية والخيانة الزوجية، وأن تتعايش مع الاضطرابات التى تتسم بها علاقات الصداقة والعلاقات العائلية.
والرواية تصور مشاعر العنف والعداء والضيق التى تنتاب النساء، وترسم تلك المشاعر على الورق لتضعها بين أيدى القراء غير أنه من الواضح أن ما تفكر فيه كثيرات ويشعرن به ويعايشنه قد يصيب غيرهن بدهشة بالغة.
ودوريس ليسينج: كاتبة وروائية بريطانية ولدت فى ٢٢ أكتوبر عام ١٩١٩، نالت ليسينج جائزة نوبل فى الأدب عام ٢٠٠٧، وهى المرأة الحادية عشرة والأكبر سنا على الإطلاق من بين الأشخاص الذين نالوا جائزة نوبل فى الأدب، فى عام ٢٠٠٨ حلت ليسينج في المرتبة الخامسة ضمن قائمة "أفضل ٥٠ كاتبًا بريطانيًّا منذ عام ١٩٤٥" وفقًا لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية.