أعلن صندوق التنمية الثقافية،أنه إذا كانت الظروف التي تمر بها البلاد، تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة، فإننا يمكننا أن ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا، وسننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشواعر والشعراء، قصيدة اليوم الحب سكرة الزمان للشاعر محمد الجيار
عرفتُها في عامها الواحد والعشرين
وكنتُ قبل الأربعين
كانت تقول إن خيطَ الشيبِ
في الفَودينِ هالةٌ للتجربهْ
والحب عند الأربعين قدرةٌ وموهبهْ
كانت وديعةً كأنها براءتي التي فقدتُها
خطيئتي التي أحببتها
كانت جريئةً ذكية العينين والجسد
كأنها باريسُ ليلةَ الأحدْ
ترقص ليل الصيف وهْي عاريهْ
وترتمي ولوعة النهود شاكيه
وكل عِرْقٍ من عروقها عودٌ لهِيبِيٌّ
لعازفٍ قد جُنَّ وارتعدْ
تستر صدرها العريانَ عندما
تميل في دلالها ضفيرتان
ضفيرتان؟ لا خميلتان نامتا على حدائقِ التفاحْ
والوجنتان فيهما غمّازتان
تُشبهان قبلتين عاشتا من ألفِ ليلٍ
في بكارة الخطيئةْ
كانت طويلةً نحيلةً دفيئة
شهواءَ أفعى في بساطة الطفولة الوضيئة
أعضاؤها تكونت من شهوتي لها
والحبُّ خلفها يسير مثل ظلّها
والرغبة العذراء في العينين
تسلبان اللبَّ تصهران القلب
تجعلان الحبَّ طائرًا مرتعدا
مجرَّحًا على فراش النار يرغب
الفِرار يضرب الجناحَ بالجناح
يزرعُ المنقار في المنقار يرتمي
على رعافهِ المنْزوفِ
بين السقف والجدار
والأرضيةُ التي ينام فوقها الثوبُ القصير مجهدًا
من انتظارِه الـمُثار
وصدرُها الوائدُ مَدَّ بالنهدين للردى يدا يدا
عشقتُها والعشق سكرةُ الزمان في خيالنا
وصحوةٌ بلا عيون
وربما لأنه يحوي السنين لا يحسُّ بالسنين
ومرت الأعوام بعد أن تفرقَتْ أنفاسنا
وذات ليلةٍ قابلتها على شواطئ المصادفات
كانت جميلةً كأنها طفولتي التي طهَّرتها بأدمعٍ للذكريات
مددتُ راحتي
توقفتْ عن المسار مُهجتي
فأنكرتْ يدي التي كم خاصَرَت
حياتها برقصةِ اللهيب
تساءلت في دهشة العصفور
من تكونُ يا أبي؟
بالله من تكونُ أيها الغريب؟
ويشار إلى أن الشاعر محمد الجيار، ولد في مدينة المنصورة، وتوفي في القاهرة، تلقى تعليمه الابتدائي بمدارس المنصورة، ثم التحق بالتعليم المتوسط، فدخل مدرسة التجارة الثانوية ولم يكمل دراسته فيها.
بدأ حياته العملية موظفًا في وزارة التربية والتعليم، ثم تفرغ للإبداع الشعرى، كان عضوًا في جمعية الأدباء، ونشط في النشر بالصحف والمجلات، والمشاركة في البرامج الإذاعية والمهرجانات الثقافية المختلفة، دواوينه الشعرية: وعلى الأرض السلام، محاكمة أمريكا، في البدء كان الحب، الحب لا يعرف الخريف
أصدر عنه الشاعر فولاذ عبد الله الأنور كتابا يعنوان مختارات من شعر محمد الجيار، فيه دراسة وافية عن خصائص شعره الفني، كما ضم عددا من القصائد التي لن تنشر من قبل.