نشاهد اليوم لوحة "الأم والطفل.. الخطوات الأولى" والتى أبدعها فريدريك بريدجمان فى عام 1878، وفيها نرى "أمًا" تشاهد طفلها بين يدى "مربيته" يمشى خطواته الأولى فى الحياة.
اللوحة ذات مستويات فى الرؤية، المستوى الأول هو العلاقة بين الطفل ووالدته، الذى يتحرك ناحيتها ويبدو أن عيونه "موجهة إليها" وهى تمد يديها "ناحيته" ويبدو على وجهها نوعا من "السكينة"، ربما تخشى أن تبدى فرحتها اعتقادا أن الطفل سيصيبه الحسد، على عكس "مربيته" التى تبدو أنها تتحدث إلى الطفل فرحة، وأعتقد أنها تقول له ما كان يقال لنا ونحن صغار "تاتا تاتا خطى العتبة".
المستوى الثانى من اللوحة، بعدما انتهينا من العلاقات الإنسانية نتنبه إلى مكونات المكان والتى تكشف نوعا من الثراء الواضح، فالنقوش المتنوعة والأزياء وهيئة الأم ووجود مربية والسجاد والزخرفات واتساع المكان كل ذلك يكشف أن هذا الفعل كان فى أحد القصور تقريبا.
ولا أعتقد أن قصة اللوحة معاصرة لزمن الفنان "فريدريك بريدجمان" فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وفى طنى أنه رسم هذه اللوحة من عقليته الاستشراقية، وذلك على الرغم من أنها ليست "مختلقة" لكنها تعود إلى زمن أقدم من الذى أبدع فيه اللوحة.
وفريدريك بريدجمان، فنان أمريكى (1847-1928) ولد فى ألباما، وكان والده طبيبا، بدأ رساما هندسيا فى مدينة نيويورك، لدى شركة الأوراق النقدية الأمريكية عام 1864–1865، درس الرسم فى العام نفسه فى جميعة بركلين للفنون والأكاديمية الوطنية للتصميم.
سافر إلى باريس عام 1866، وانضم إلى ستوديو الرسام الشهير جان ليون جيروم (1824–1904)، حيث تأثر بشدة بالدقة الهندسية لجيروم، والتشطيبات الناعمة والاهتمام بمواضيع الشرق الأوسط.
قام بريدجمان بأولى رحلاته إلى شمال أفريقيا بين 1872 و1874، قسم وقته بين الجزائر ومصر، حيث رسم ما يقرب من 200 سكتش، التى أصبحت فيما بعد مصدر للعديد من اللوحات الزيتية التى أثارت إعجاب المشاهدين.
اشتهر بريدجمان باسم "جيروم الأمريكى"، وقد أكسب لوحاته الجمالية المزيد من الطبيعية، وركز على الألوان المبهجة وأعمال الفرشاة الملونة.