يؤمن بعض المسلمين خاصة الشيعة بما يسمى "الغيبة" ومفادها أن هناك إماما قد دخل فى ستر فلا يراه أحد، لكنه ليس ميتا،وسوف يعود فى يوم من الأيام ليملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما، ويعتمدون فى ذلك على عقيدة المسلمين بأن المسيح عيسى بن مريم لا يزال حيا فى السماء وأنه سيعود فى نهاية الأمر، كذلك على أحاديث المهدى المنتظر.
ومن أشهر الأئمة الغائبين
محمد بن الحنفية
ترى جماعة "الكيسانية" أن الإمام الغائب هو الإمام محمد بن الحنفية، ابن الإمام على بن أبى طالب وأنه دخل الغيبة فى عام 81 هـجرية، وكان عمره وقتها 60 عاما.
الإمام جعفر الصادق
بينما تذهب جماعة الناوسية أن الإمام الغائب هو الإمام جعفر الصادق وقد دخل غيبته فى عام 148هجرية وكان عمره وقتها 65 عاما.
الإمام محمد المكتوم
وجماعة "السبعية" ترى أن الإمام محمد المكتوم هو إمام الغيبة، وأنه قد دخل الغيبة فى عام 193 وكان عمره وقتها 61 عاما.
توفى الإمام محمد المكتوم طبقا للروايات الشيعية، لكن بعض الإسماعيليين وهم "السبعية" يصرون على أنه لم يمت، وإنما دخل فى غيبة، وناب عنه الدعاة، حتى عهد النائب الرابع عبد الله الأكبر، الذى أعلن نفسه إماما، وأسس ما يعرف باسم القرامطة وبعدهم انتهت هذه الفكرة.
الإمام محمد المهدى
تذهب جماعة الشيعة الإثنا عشرية إلى أن الإمام "محمد المهدى" اختفى فى يوم 15 شعبان من عام 255هـ، ويعتقدون أن الإمام لمدة 72 سنة كان غائبًا، لكنّه كان يُعين نائبًا له يتحدث باسمه ويبلغ الناس عنه وهم أربعة نواب الواحد تلو الآخر:
عثمان بن سعيد العمرى، وهو أبو عمرو عثمان بن سعيد العمرى الأسدى، لم يرد فى المصادر التاريخيّة عام ولادته ولا عام وفاته، اختصَّ بوكالة الهادى والحسن العسكرى وتعتقد الشيعة بأنّ الحسن العسكرى عيَّنه نائبًا لابنه المهدى وقد دفن الشيخ العمرى فى بغداد فى المنطقة المعروفة الآن بسوق الهرج قرب بناية وزارة الدفاع القديمة.
محمد بن عثمان بن سعيد العمرى الأسدى المُكنَّى بأبى جعفر العسكرى، وهو ابن السفير الأوّل، استلم الشيخ محمد بن عثمان العمرى السفارة بعد وفاة أبيه، له كُتب مصنفة فى الفقه مما سمعه من الحسن العسكرى والمهدى وقد تُوفى سنة 305 أو304 للهجرة .
الحسين بن روح، الحسين بن روح النوبختى، المكنَّى بأبى القاسم، تولَّى السفارة من سنة 304 أو 305 للهجرة، وكانت مدة سفارته إحدى وعشرين عاما تقريبًا وقد توفى سنة 326 للهجرة، دُفن فى النوبختيّه، التى كانت داراً لعلى بن أحمد النوبختى فى بغداد.
على بن محمد السمرى، آخر السفراء الأربعة، تولَّى السفارة لدى وفاة السفير الثالث وقد توفى سنة 329 للهجرة وبوفاته انتهت النيابة الخاصّة، كذلك الغيبة الصغرى. دفن فى الشارع المسمى بشارع الخلنجى فى بغداد.
وبدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير السمرى سنة 328 هـ أو 329 هـ، حيث توقفت النيابة وخرجت رسالة من الإمام المهدى على الناس أنه لن يكون هناك نائبا عنه مباشر وبالرغم من أن البعض ادعى النيابة بعد السمرى إلا أنهم لم يلاقوا تجمعا أو نجاحا وأوصى الإمام فى فترة الغيبة الكبرى أن يرجع الناس إلى الفقهاء الحافظين والعلماء العارفين وهو ما سيتحول إلى ما يعرف بالمرجعية الشيعية وستبقى هذه الغيبة مستمرة حتى يأذن الله.
الحاكم بأمر الله
يرى الدروز أن الحاكم بأمر الله الفاطمى دخل الغيبة فى يوم 23 ربيع الأول عام 411 وكان فى الـ 36 عاما من عمره.
اختفى الحاكم فى إحدى الليالى أثناء رحلته المسائيَّة، من المفترض أنه تم اغتياله، ربما بناءً على طلب من أخته الكبرى ست الملك، بينما يعتقد الدروز أنه ذهب إلى الغيبة مع حمزة بن على بن أحمد وثلاثة من الدعاة البارزين الآخرين، تاركين رعاية "الحركة التبشيرية التوحيدية" لزعيم جديد، وهو المقتنى بهاء الدين.
ماذا لو عادوا فى وقت واحد؟
هذا سؤال افتراضى، لو ذهبنا مع هذه الآراء أن كلامهم صحيح، فماذا سيحدث لو عاد هؤلاء الأئمة فى وقت واحد، من سيتبع من؟ هل ستحدث حرب أهلية بين الجميع، هل سيتحول المهديون إلى متعصبين لمن اتبعهم، هل سيقسمون العالم الإسلامى فيما بينهم، أم هل سيتبعون شخصا سادسا؟