ننشر قصيدة جديدة للشاعر الشاب وليد جلال، بعنوان "سرمدة" والتى يقول فيها:
سَرْمَدَة
...........
لا بِدْءَ
ولا نَهْوَ
الرِّحْلَةُ فِيهَا مَا فِيهَا مِنْ سَرْمَدَةٍ
وأَنَا بِي مَا بِي مِنْ عَزْمِي
فِي المهْدِ رَأَيْتُ حَيَاةً سَابِقَةً
وَرَأَيْتُ حَيَاةً لاحِقَةً
لكِنِّي مُنْذُ حَبَوْتُ عَشقْتُ التِّرْحَالَ
هَجَرْتُ الرُّؤْيَا
وصَنَعْتُ حَيَاتِي
قَدَمِي الرَّخْوَةُ -حِينَ وَقَفْتُ- أَمَالَتْ قَلْبَ الأَرْضِ
وقَدَمِي الأُخْرَى عَدَلَتْهُ
شِبْرًا كَانَتْ أُولَى خَطَوَاتِي
شِبْرًا
لكِنْ زَلْزَلَتِ الكَوْنَ
لأنِّي خَالَفْتُ مَسَارًا مكْتُوبَا
ومَشَيْتُ إِلى غَايَاتِي
ثُمَّ جَريْتُ.. سَبَقْتُ الكَاتِبَ
فحَجَبْتُ عَنِ الغَيْبِ غُيُوبَا
ولأنِّي أَتْقَنْتُ الدَّهْشَةَ والإِدْهَاشَ
فجَعَلْتُ المأْلُوفَ عَجِيبَا
.
حِينَ رَأَتْنِي الشَّمْسُ أُخَبِّأُ كُلَّ الصَّدَفَاتِ بِجَيْبِي
عَنْ كُلِّ اللاَّهِينَ بِهِنَّ
انْدَهَشَتْ
وتَمَنّتْ
لَوْ حَاكَتْ في الضَّوْءِ جُيُوبَا
لتُخَبِّئَ كُلَّ الأَطْفَالِ الخَوَّافِينَ
عَنِ اللَّيلِ المسْكُونِ بمسْلُوخِي الأَرْجُلِ
.
حِينَ خَضَضْتُ القِرْبَةَ
ذُهِلَ الزّبدُ مِنَ الإِيقَاعِ
ورَقَصَ
ورَقَصَ
ورَقَصَ
فعَادَ حَلِيبَا
.
حِينَ قَصَصْتُ جَنَاحِي
-خَجَلاً مِنْ شَوْقِ الأَرْضِ لقَدَمَيّ الحَافِيَتَيْنِ
وشَوْقِ القَدَمَيْنِ لدَغْدَغَةِ الطَّمْيِ المنْدِيِّ-
مَشَيْتُ إِلى حَافَّةِ هَذَا العَالَمِ
ثُمَّ مَشَيْتُ
لكَيْ يُعْرَفَ أَنْ مَا للعَالَمِ مِنْ حَافَّةْ
ثُمَّ عَرَجْتُ إِلى الزَّمَنِ الآتِي
حَيْثُ سَيَنْبُتُ قَمْحٌ
فِي بِئْرِ النِّفْطِ الجَافَّةْ
وسَتَهْزِمُ كُلُّ كِلابِ السِّيجَةِ كُلَّ مُلُوكِ الشَّطَرَنْجِ
وتَغْزُو الدُّنْيَا كَافَّةْ
ثُمَّ هَبَطْتُ إِلى زَمَنِي
أَنْبَتُّ جَنَاحًا آخَرَ حَيًّا
كَيْ أُخْجِلَ أَجْنِحَةَ النَّفَّاثَاتِ الموْتَى
كَيْ يُعْرَفَ أَنَّ مجَازًا قَدْ يَجْتَازُ الوَاقِعَ
إذْ يَغْرِسُ في صَحْرَا صَمْتٍ صَوْتَا