تعد رواية "أولاد حارتنا" للأديب العالمى نجيب محفوظ، أحد أشهر رواياته وكانت إحدى المؤلفات التي تم التنويه بها عند منحه جائزة نوبل عام 1988، كما إنها واحدة من أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور، وهى الرواية العربية الوحيدة الموجودة فى تلك القائمة التى أعدتها مكتبة بوكلوبن العالمية عام 2002.
قد أثارت الرواية جدلا واسعا منذ نشرها مسلسلة فى صفحات جريدة "الأهرام"، وصدرت لأول مرة فى كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962، ولم يتم نشرها فى مصر حتى أواخر عام 2006 عن "دار الشروق"، وتم اعتبار الرواية واحدة من أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
وانتهج "محفوظ" فى "أولاد حارتنا" أسلوبا رمزيا يختلف عن أسلوبه الواقعى، وقد قال عن ذلك فى حوار صحفى: "الرواية لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتادت فى أعمالى قبلها، بل هى أقرب إلى النظرة الكونية الإنسانية العامة".
وعلى الرغم من أن الرواية تستوحى أحداثها من قصص الأنبياء إلا أن هدفها ليس سرد حياة الأنبياء فى قالب روائى، بل الاستفادة من قصصهم لتصوير توق المجتمع الإنسانى للقيم التى سعى الأنبياء لتحقيقها مثل (العدل، والحق، والحرية، والسعادة) وغيرها من القيم، وقد عبر "محفوظ" عن ذلك بقوله: "قصص الأنبياء هى الإطار الفنى، لكن القصد هو نقد الثورة والنظام الاجتماعى الذى كان قائما".
تدور أحداث الرواية في الحارة والتي يكون الجبلاوي هو أصلها وصاحب الشروط العشر فيها، ولسبب لا نعلمه يفضل "أدهم" على "إدريس" فيتمرد إدريس ويطرده الجبلاوي من كرامته، ولكنه يستطيع إغواء أدهم بإثارة شوقه للمعرفة بتحريض من زوجته فيطردهما الجبلاوي باكيين نادمين، وينجبا قدري الذي يقتل فيما بعد أخاه همام، فيحتجب الجبلاوي في قصره تاركا الحارة دون تدخل منه ليتم اضطهاد بني حمدان (بني على يد ناظر الوقف وهكذا).