نشاهد اليوم لوحة "بائع الفاكهة" للفنان الفرنسى "يوجين جيرارديت" الذى عاش فى الفترة بين عامى (1853-1907) وقد تمكن من خلال اللوحة من رصد واحد من السلوك الإنسانى المميز وهو "مراضاة الأطفال".
نجد، فى اللوحة، البائع جالسا على باب دكانه ويقدم برتقالة إلى طفل متعلق بوالدته، لكن الطفل شعر بالخجل وأخفى وجهه فى ظهر الأم التى تحاول أن تجعله يستجيب للتاجر ردا على سلوكه الطيب.
تكشف اللوحة أن دكان البائع داخل حارة بسيطة مسقوفة، وفى البعيد تظهر شخصيتان تجلسان على باب أحد البيوت، لكن الفنان لم يرغب فى كشف تفاصيلهما، اكتفى بوجودهما فقط، وذلك كى يلقى ضوءا أكثر على التاجر والأم والطفل.
واحتفت اللوحة بمعروضات التاجر بفاكهته وخضرواته، ولفت انتباهى البلح المعلق بـ سبائطه على باب الدكان، وقد تنوعت الألوان المستخدمة فى رسم الفاكهة بما يدل على غنى البضاعة وتنوعها أيضا.
ومع كل هذه التفاصيل فقد وفقت اللوحة فى جعل تركيزنا كله منصبا على هدفها الإنسانى، وعلى نقل جمال المكان، وعلى جعلنا نتأمل فى ملامح المرأة وزيها الذي لا يبدو "مصريا" ولا يعبر عن مرحلة ما فى التاريخ المصرى، لكن الإطار العام يتحدث عن الشرق وفنونه، وعن المستشرقين وما يضيفونه فى اللوحات.