اختلف مؤرخون ومهندسون معماريون وعلماء آثار، منذ فترة طويلة، حول الطريقة التى تطورت بها المدن والبلدات الرومانية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الأدلة على التحضر القديم تقتصر على الحفريات في عدد قليل من المواقع التي تم التحقيق فيها على نطاق واسع ، مثل بومبى.
وقام، مؤخرا، فريق من الباحثين من كلية الكلاسيكيات بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة وقسم الآثار في جامعة جينت ببلجيكا بنشر ورقة بحث جديدة، توضح بالتفصيل نتائج رادارهم الخارق (GPR)، وتلخص الورقة إلى أن هذه الأساليب ستحدث ثورة فى الطريقة التي ندرس بها الأماكن القديمة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
رسم خرائط المواقع الحضرية القديمة باستخدام رادار اختراق الأرض(GPR)
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور ليفين فيردونك، إن الأدلة التاريخية على التحضر الرومانى التى تم جمعها من الحفريات فى بومبى وأوستيا "لا تمثل المجموعة الكاملة للمدن الرومانية".
وتقدم الورقة الجديدة نتائج أول مسح عالي الدقة GPR لمدينتين رومانيتين كاملتين، في مقاطعة فروزينونى الجنوبية فى وسط إيطاليا، وفى فاليرى نوفى البلدة التى تقع فى وادى نهر التيبر، على بعد حوالى 50 كيلومترًا (31 ميلاً شمال روما و 6 كيلومترات (3.2 ميلاً) غرب سيفيتا كاستيلانا.
وتبدأ الورقة بشرح أن روما القديمة تقع في وسط شبكة من المدن التى لعبت دورًا محوريًا في الإدارة والتنظيم الاجتماعى والاقتصاد للإمبراطورية، وبحلول القرن الأول الميلادى ، تم إنشاء ما يقرب من 2000 مدينة ، وفهم شبكة المدينة هذه "أمر أساسي لمعرفتنا بهذه الفترة".
يوفر الرادار الخارق للأرض تفاصيل ثلاثية الأبعاد غير مسبوقة
السبب وراء فشل علماء الآثار فى رسم خرائط للمدن الرومانية القديمة هو فى المقام الأول لأنهم ركزوا دائمًا على الأساليب التى تقدم أدلة تم العثور عليها "عن طريق الصدفة".
وعلى مدى العقدين الماضيين، أنتجت التطورات في تقنيات الاستشعار عن بعد مثل قياس المغناطيسية، رسم خرائط مفصلة بشكل متزايد للمدن الرومانية الكاملة بشكل أكثر تقنى.
وأكد علماء الآثار، أن ليس هناك شك في أن التطبيق المستقبلى لمنهجيات التكنولوجيا التحليلية الجديدة "سيغير جذريًا الطرق التى يتم بها فهم التحضر الرومانى".