نقرأ معا، اليوم، كتاب "العالم بدون إسرائيل" المنشور عن دار العين، للكاتب الإماراتى محمد الباهلى، والكتاب يدعى تحالف إيران سرًا مع الكيان الصهيونى ضد العالمين العربى والإسلامى، استنادًا على وجود نحو مائتى ألف يهودى إيرانى مع أبنائهم فى دولة الاحتلال، وأن بعضهم ينتمى إلى أعلى مستويات النخبة السياسية.
والكاتب يحاول أن يثبت أن النظامين الإيراني والإسرائيلي متفقان إذ يعرض في فرضيته أن "كلاهما يعمل على توزيع مهام الخطاب بين الكادر الرسمي وغير الرسمي، فيتحدث وزير الخارجية عن ضرورة حل الأمور بصورة سلمية، بينما خطاب وزير الدفاع أكثر شدة وخطاب عضو البرلمان أشد عنفًا، ثم يأتى دور رجال الدين ليكون خطابهم مشبعًا بالألفاظ الأيديولوجية الحادة".
والكتاب يشمل مجموعة من المقالات التي نشرت فى جريدة الاتحاد بين عمي 2000 و 2014، مع بعض الإضافات التي تم تقسيمها على 6 فصول.
ويوضح الباهلى أن اللعبة المزدوجة التي تحاول إسرائيل أن تتحرك من خلالها فى المشهد العربى بكل أحداثه وتطوراته خطيرة جدا، وستعمّق حالة عدم الاستقرار فى الدول العربية، وتزيد من حالة الإرهاب والتوتر والتطرف والطائفية فى المنطقة.
ويتعرض الكتاب إلى مختلف جوانب الإرهاب الإسرائيلى بدءًا من إرهاب الإبادة إلى إرهاب الفكر والمفكرين، كاشفا عن دور الموساد فيما جرى ويجرى فى العديد من الدول العربية وعمليات الاختراق والاغتيال التى قام بها، ويتوقف مع العقل العربى فى دراسة طويلة يتساءل فيها "هل استيقظ العقل العربى من كبوته بعد كل هذه الأحداث التاريخية والمعارك والكوارث القومية والتخبّطات السياسية والحروب الإعلامية والفكرية والفوضى الأيديولوجية والشعارات الوهمية، لأن يمتلك أدوات فكرية صحيحة من خلال كل تلك الأحداث والتجارب بحيث تجعله قادرا على دراسته دراسة تحليلية سيكولوجية متأنية وفق منظور الأحداث".