تعد رواية "موبى ديك" للروائى الأمريكى هيرمان ملفيل، الصادرة فى 18 أكتوبر 1851، من روائع القرن التاسع عشر، وواحدة من أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور، والغريب أنه لم يهتم النقاد بالرواية إلا فى العشرينيات من القرن الماضى، حين بدأ الباحثون والنقاد وأساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائى المدهش الذى طور شكل الكتابة الروائية فى منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الأمريكية تحتل مكانة مرموقة فى تاريخ الرواية العالمية.
وتدور حول صراع تراجيدى بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الحضارى وسيلة لتأمل الوضع البشرى وعلاقته بالوجود، كما تحوله إلى كيان رمزى معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش -مطلق العيش- وعن المشروع الأمريكى الذى وجد فى عمل ملفيل شكلاً من أشكال التعبير عن نفسه فى منتصف القرن التاسع عشر أى حين كانت أمريكا تكتشف ذاتها كقوة كونية وإمبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكانات، فكانت رواية موبى ديك وروايات ملفيل الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير إليه هذه القوة الكامنة.
وتدور حول إسماعيل بحار متجول، يخرج فى رحلة على متن مركب صيد الحيتان بيكود التى يمتلكها القبطان أهاب، سرعان ما يكتشف إسماعيل أن أهاب يريد صيد حوت بعينه يدعى موبى ديك، وهو حوت أبيض شرس، وذلك لأن الحوت كان فى السابق قد دمر مركب أهاب وقضم ساقه، وهكذا يسعى أهاب للانتقام.
يشار إلى أن الرواية ترجمت إلى اللغة العربية على يد الناقد والشاعر والمؤرخ والمحقق الفلسطينى إحسان عباس عام 1956، وصدرت الترجمة لأول مرة عن "مؤسسة ناصر للثقافة" فى بيروت، وفى مجال السينما، قدمت العديد من الأفلام المقتبسة عن الرواية، أبرزها الفيلم السينمائى الذى أخرجه جون هيوستن (John Huston) عام 1956، بالعنوان نفسه، وهو من بطولة الممثل الكبير جريجورى بيك (Gregory Peck) الذى جسد شخصية البحار "اهاب"، مقدماً بذلك أحد أعظم أدواره على الإطلاق، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز.