واحدة من أشهر الروايات الأفريقية التى استطاعت أن تعبر عن معاناة الأفارقة أثناء الاستعمار البريطانى، هى رواية "مجىء إلى الميلاد" أو Coming to Birth للكاتبة الكينية بريطانية المولد "مارجورى ماكجوى"، والتى نشرت عام 1987، وتتمحور حول فتاة كينية تترك حياة القرية فى سن المراهقة بعد زواج مبكر لتتجه إلى الحياة فى العاصمة نيروبى، إبان اشتعال المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد الاستعمار البريطانى، لتعانى ما بين إخفاقات زوجية وعاطفية، وبين شظف العيش ومعاناة المرأة العاملة فى تلك الحقبة المزدحمة فى تاريخ كينيا.
فى سن السادسة عشرة، تغادر بولينا قريتها الصغيرة فى غرب كينيا للانضمام إلى زوجها الجديد مارتن فى مدينة نيروبى الصاخبة، عام 1956، وكينيا فى الأيام الأخيرة من "الطوارئ"، حيث يسعى البريطانيون لقمع الثورات العنيفة المعادية للاستعمار.
لكن بولينا لا تعرف سوى القليل عن حياة المدينة أو الزواج، وتؤدى محاولات مارتن الخرقاء للسيطرة عليها قريبًا إلى علاقة مليئة بالصمت وسوء الفهم والتوقعات غير المحققة، سرعان ما أدى عدم قدرة بولينا على إنجاب طفل إلى إبعادها بشكل فعال عن حدود أدوار المرأة التقليدية، مع تحرك بلدها أخيرًا نحو الاستقلال، تمكنت بولينا من تحقيق نوع من الاستقلال أيضًا: فهى تقبل وظيفة تتطلب منها أن تعيش بشكل منفصل عن زوجها، ولديها علاقة تؤدى إلى ولادة طفلها الأول، لكن رضى بولينا الذى تحرزه بشق الأنفس سيتحطم عندما يتدخل تاريخ كينيا المضطرب فى حياتها الخاصة، حاملاً معه مأساة - واختبارًا جديدًا لشجاعتها وتصميمها الهادئين.
تكافح صراعات بولينا من أجل البقاء والهوية من خلال رؤية مارجورى ماكوى الحاسمة والحساسة - رؤية تمتد لتشمل أمة بأكملها ويكافح الناس أيضًا لإيجاد طريقهم، كما يلاحظ المعيار الأسبوعى فى كينيا، "إن الولادة هى رواية جذرية فى التأكيد بقوة على إنسانيتنا المشتركة."
الكاتبة بريطانية الأصل التى ذهبت فى منتصف الخمسينيات ضمن بعثات التبشير البريطانية إلى كينيا، ثم استقرت هناك حتى وفاتها عام 2015، وكتبت هناك ما يزيد على 10 أعمال أدبية حملت جميعها رؤيتها الخاصة التى جذبت القراء من شتى أنحاء العالم، كونها مثالًا حيا على اعتراف البعض من البريطانيين بفظاعة الفترات التى استعمرت فيها بريطانيا الكثير من الدول الفقيرة والنامية.