نشاهد، اليوم، لوحة "القرداتى" التى أبدعها الفنان المجرى "أرثر فون فيراريس" فى عام 1892، ورصد فيها واحدة من أبرز التسليات الشعبية التى نراها فى الشوارع المصرية حتى اليوم وهى رجل وقرده يؤديان حركات مضحكة ومسلية لكونها تشبه ما يفعله الإنسان.
عاش فون فيراريس بين عامى (1856-1936) ويبدو أنه على عادة الفنانين المشتشرقين كان يبحث فى لوحاته عن شيء ما، عن أثر البهجة التى يراها بين المصريين لأبسط الأشياء، مثل أن يروا "قردا" يرقص فى الطريق.
ولو تأملنا العمل الفنى نجد أنه لا أحد يغيب عن هذه اللوحة، لدينا رجال يجلسون على مقهى، ولدينا أطفال صبيان وبنات ولدينا نساء عابرات وأخريات يبعن ما لديهن من "برتقال"، ولدينا بائع "العرقسوس" الذى لا يغيب.
وفى اللوحة لدينا قرد يغنى وبرقص وقرداتى يطلب منه ذلك ولدينا طبلة وطار وتراث مصرى يمتد داخل اللوحة، ومبان أثرية فى حارة لا نرى نهايتها.
المهم أن لدينا فى اللوحة "مرح" لا ترى وجها غاضبا أو مستنكرا، بل الجميع يستمتعون بما يقدمه القرد المسكين وصاحبه الذى يبحث عن قليل من الرزق.
جاء "فون فيراريس" إلى مصر فى شتاء 1884 – 1885 وذلك مع صديقه الفنان التشكيلى النمساوى لودفيج دويتش، الذى كان يعيش فى باريس، وقد قضى "فيراريس شتاء طويلا فى القاهرة، وعاد إلى باريس يحمل ثروة من الرسومات.